{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً}
إنها سنة الله في خلقه والطريق الذي يسير عليها الخلق كلهم في هذه الحياة (إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا أبا محمد لمحزونون).
فقدنا بالأمس القريب رجل من رجال التعليم الذي عرفه طلابه بالتفاني والإخلاص والحب لرسالة التعليم فكان نعم المعلم والأب.
إنه الأخ الأستاذ عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم الصالح الذي ولد بمحافظة المجمعة وقضى فيها سنوات تعليمه الأولى حيث درس المرحلة الابتدائية بالمدرسة السعودية والمتوسطة والثانوية في المعهد العلمي بالمجمعة وذلك عام 1388هـ.
وبعدها واصل دراسته في مدينة الرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية الشريعة، وتخرج منها عام 1392هـ ثم صدر قرار تعيينه مدرساً بمدرسة ابن خلدون المتوسطة الواقعة بمدينة الرياض بشارع الأعشى وقضى في مجال التعليم نحو ثلاثين عاماً حتى طلب إحالته للتقاعد مبكراً عام 1422هـ، وقد تخرج على يده أعداد كبيرة يحملون في ذاكرتهم الأستاذ عبدالعزيز مربياً ومعلماً عرفوا منه حرصه على طلابه وأبنائه، وكان رحمة الله يتصف بحسن السمت ودماثة الأخلاق التي حباه الله إياها وتواضعه وسعة باله وحبه لفعل الخير ومد يد العون في مساعدة المحتاج وقضاء حاجاتهم وتفريج كربهم، بطريقة لا يعلمها أحد إلا الله ابتغاء الثواب من الله عز وجل لقد ترك أثراً واضحاً لدى محبيه وطلابه وكل من رآه وجالسه، والحمد لله فقد أثنى عليه القريب والبعيد والكبير والصغير وشهدوا له بالخير.
أحسب أن الأستاذ الأخ عبدالعزيز ممن رزقه الله حسن الخلق ولطف العبارة وتسامحه مع الآخرين، كما كان صابراً محتسباً على ما أصابه حتى وافته المنية مساء يوم السبت الموافق 26 من شهر ذي الحجة لعام 1428هـ وتمت الصلاة عليه في جامع الملك خالد بمدينة الرياض ودفن بمقبرة أم الحمام وقد شهدت جنازته جمع غفير ممن حضر للصلاة عليه في ذلك الجامع الكبير رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورزق أهله الصبر والسلوان وجمعنا به في الفردوس الأعلى في الجنة أنه سميع مجيب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}