الأخ الكريم الذي فقدناه هذه الأيام الأستاذ صالح بن علي العجروش - رحمه الله - أول ما عرفته في مكتب الأخ خالد المالك رئيس تحرير هذه المطبوعة وامتدت المعرفة سنوات سواء إبان عملي الصحافي أو الثقافي، وجمعتنا مناسبات إعلامية، وثقافية ورياضية أيضاً في معية سمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - وأخذت أتابع أعماله من خلال مؤسسة الجزيرة الصحافية أو كمسؤول بمصلحة المياه بالرياض.. ثم جمعتنا أعمال خير وبر في لجان وجمعيات. كان أبو خالد يتمتع بروح أخوية ولديه دائماً رأي حصيف فيما يطرح عليه وأمامه من موضوعات تهم المجتمع والوطن، وكان يتحمس لرأي الناس وما يهمهم ويتبناه ويقول: لقد علمنا أهلنا ومسؤولونا خدمة هذا المواطن وعلينا الاهتمام به أين ما كنا.. كان عنده نظرة منصفة للأشياء ويؤمن بتعاون المؤسسات الصحافية فيما بينها دون تعصب، ولديه أفكار اقتصادية ممتازة وفي روحه تشجيع للصحافيين الشباب ممن مروا على الجزيرة أمثال عثمان العمير، وعبد الرحمن الراشد، ومطر الأحمدي وغيرهم الكثير.. وعنده قدرة فريدة للعمل من أجل انسجام إدارة المؤسسة مع التحرير، وذلك كان غريباً في ذلك الوقت.
ونتيجة لذلك التفاهم الدائم فنادرا أن ترى رئيس التحرير خالد المالك إلا ويكون برفقة المدير العام صالح العجروش وبالعكس.. ثم توالت الأيام والاخوة الصادقة مع الأخ أبو خالد - رحمه الله - مستمرة ثم جمعتنا الرغبة في خدمة الوطن في عضوية لجنة أصدقاء المرضى ومقرها الغرفة التجارية بالرياض. وقد دامت هذه الزمالة في هذا العمل الخيري مع إخوة أعزاء نحو عشرين عاماً، وكان - رحمه الله - يعطي بكل صدق وإخلاص من تجاربه الطويلة في الحياة ولا يتردد من أجل هذا العمل الإنساني أن يذهب إلى أي مكان على الرغم من المرض وكأنه شاب في العشرين. ولا أنسى روحه المرحة مع الشباب وجده مع الكبار. ثم إن لديه ملكة نادرة وهي ترتيب المخيمات والمناسبات، فلو أردت منه أن ينظم لك مهرجانا في يوم فهو لديه قدرة وعزيمة ولا يغفل اهتمامه بأي إنجاز يراه.. ذات مرة أصدرت ملحقاً اقتصاديا عن اليمامة كان في وقته نادرا فكان أحد المتصلين وعند إصدار مثله ثقافياً عاود التهنئة. فقلت: يا بوخالد التهنئة منك عن أي شيء اقتصاد معقولة لكن هذا الأخير أدبي فقال: كلها إنجازات لأخي توجب المباركة. مرة كتب لدي في المجلة عن مصلحة المياه بشيء من القسوة فكلمني وهو يضحك فقال: تريد أن نرد عليكم في الجزيرة ولا في اليمامة.. فضحكنا وأرسل رده الجميل ونشر في ذلك الوقت.. رحمك الله يا أبا خالد وعزائي للابن خالد وأشقائه وأعمامه وجبر الله مصيبتهم.