Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/02/2008 G Issue 12913
الثلاثاء 28 محرم 1429   العدد  12913
الشيخ عبدالله بن جبرين ل«الجزيرة»
اهتمام الأمير سلمان بمؤشر الأسعار أسعدنا جميعاً

الجزيرة - الرياض - عبدالرحمن المصيبيح تصوير - فتحي كالي

ثمن صاحب الفضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين العناية والرعاية والاهتمام من القيادة الرشيدة بأبنائها المواطنين وتلمس احتياجاتهم بتوجيه واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين.

وقال فضيلته في حديث خاص ل(الجزيرة): إن هذه البلاد التي أنعم الله عليها بنعمة الإسلام والأمن والأمان تبرز دائماً معنى التلاحم والمحبة، والتخفيف على المواطنين وتلمس احتياجاتهم، وخير دليل على ذلك اللفتة الأبوية من خادم الحرمين الشريفين تجاه أبنائه من هذه الأوامر الكريمة خصوصاً بعد ارتفاع الأسعار، هذا الارتفاع العالمي.

وقال فضيلته: لا شك أن ما وقع في هذه المملكة من ضرر للمواطنين في هذه الأزمنة من ارتفاع الأسعار وتضررهم وتألمهم حيث شقت عليهم هذه السلع وهذه الأسعار، إن هذا مما يهم المسلمين ومما يهم ولاة الأمر، وهم - وفقهم الله - يهتمون بكل شيء يوجد السعادة والبهجة والراحة في نفوس المواطنين ويحاولون التخفيف عن المواطنين بقدر ما يستطيعون ولأجل ذلك اهتم والي الأمر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ووفقه - بتخصيص هذه الإعانات والتيسير على المواطنين وتخفيف الأعباء عليهم وملامسة احتياجاتهم. وهذا لا يستغرب على أمثال ولاة أمورنا - وفقهم الله -.

وسعدنا بالتوجيه الكريم والاهتمام الموفق من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بتفعيل مؤشر الأسعار وتجاوب أعداد كبيرة من التجار مع دعوة سموه والحرص على الالتزام بالأسعار المناسبة وهذا ليس بمستغرب على سموه، فنحن دائماً تعودنا من سموه تلمس ومعرفة احتياجات المواطنين. ولو أردنا أن نستعرض جهود سموه في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية لاحتاج الأمر إلى وقت أطول. وأنا على ثقة بأن رجال المال والأعمال سوف يتجاوبون مع سموه. وهذا لا يستغرب من أمثاله وأمثال ولاة أمورنا. نسأل الله أن يعينهم وأن يوفقهم للخير وأن يجعلهم من الذين يسعون لإصلاح الإسلام والمسلمين، كما نسأله سبحانه أن يخفف ما نزل بالمسلمين من الأزمة والقحط والجدب وجفاف الأرض وأن يغيث البلاد والعباد، ويغيث القلوب وينزل على المسلمين رحمته ونعمته. إنه على كل شيء قدير.

وخاطب فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين التجار قائلاً: لقد منّ الله عليكم بهذه النعمة الوفيرة ووسع عليكم وأنعكم عليكم من هذه التجارة وهذا المال الذي يسره الله لكم بغير حول ولا قوة منكم وإنما هو فضل من الله تعالى ومنه وعطاء عليكم أن تشكروا ربكم عليه وان تشعروا بأن إخوانكم الفقراء المستضعفين في البلاد يعانون شدة وضنكاً وأذى كبيرا فمنهم الذين يلاقون شيئاً من الجوع والجهد، ومنهم الذين يقترضون ويستدينون ويتحملون الديون في سبيل لقمة العيش لهم ولأطفالهم. لعل أن يكون في قلوبكم شيئا من الرحمة والرقة والشفقة على إخوانكم المستضعفين وأن تجودوا بما تيسر في تخفيض ما أنتم تتولونه من هذه الأسعار التي قد ارتفعت ارتفاعا مفاجئاً وتسعون في تخفيض ذلك وكذلك أيضاً رحمة ترحمون بها إخوانكم المواطنين، والحديث يقول: (الراحمون يرحمهم الرحمن) ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. وإذا تراحمتم فيما بينكم دل ذلك على شفقتكم على إخوانكم وإقبالكم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).

ومضى الشيخ بن جبرين قائلاً: والكثير الذين وسع الله تعالى عليهم قد لا يتضررون من هذا الارتفاع وهذه الأزمة الشديدة ولكن الذين يتضررون هم الضعفاء الذين لديهم قوة وليس عندهم إمكانية ودخلهم محدود وقليل أو ليس لهم دخل أو تجارتهم يسيره أو صغيره أو حصل عليهم ضرر وانكسار في سلع تعاطوها وفي مساهمات وقعوا فيها. ثم خسروا ما عندهم ووقعوا في شدة وأزمة بحيث إن بعضهم أهمل أولاده وطلق زوجته وفارق بلده وابتعد ونأى ماذا يفعل ولم يجد له حيلة فإذا انتبهتم أيها المواطنون ابشروا بأن الله تعالى سوف يعوضكم خيراً مما ذهب {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} فجودوا على إخوانكم ويسروا عليهم فمن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن فرج عن مسلم كربا فرج الله عليه من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ارحموا ترحموا وأشفقوا على إخوانكم ولتكن في قلوبكم شفقة ورقة ورحمة ليكون ذلك سبباً في توسيع الله عليكم وفي أنه يخلف عليكم في ما أنفقتم وما تبرعتم به، واعلم أن الصدقة تكون آثارها ورثة في أموالكم وفي أحوالكم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما نقصت صدقة من مال ولا زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله، هكذا يكون المؤمنون فيما بينهم يتراحمون ويحبون بعضهم بعضا.

أسأل الله أن يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان وأن يحفظ هذه البلاد ويديم عزها ومجدها تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد