Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/02/2008 G Issue 12913
الثلاثاء 28 محرم 1429   العدد  12913

هذرلوجيا
ابن ظلهاب يستنجد (2)
سليمان الفليح

 

قلت في المقالة السابقة إن (أبا ظلهب) أو ابن ظلهاب لا فرق قد طرق الباب بمشعابه العتيد وهو يهدد ويتوعد ويزبد ويرعد بصوته الأجش الذي يشبه (البلدوزر) بل وغطى عليه إذ كان بالصدفة بلدوزر يحفر أمام البيت لإقامة مدرسة ابتدائية ولكن جعجعة ولعلعة ابن ظلهاب قد طغت عليه، وبالطبع كان ابن ظلهاب يردد من خلال (زئيره) الفظيع بيتاً للأمير الراحل محمد السديري يرحمه الله يقول فيه:

(لا خاب ظنك بالرفيق الموالي

مالك مشاريه على (نايد) (الناس)

وكان يصر على مفردة (نايد) بدلاً من مفردة (باقي) بالرغم من أنني أفهمته أكثر من مرة أن مفردة نايد ليست فصيحة ولا شعبية أيضاً بل هي من (عندياتك) يا ابن ظلهاب فإذا كنت تصر عليها فقل (نائي الناس) وذلك لأن النائي هو البعيد وبذا يستقيم المعنى ولكنه لم يقتنع حتى لو قال له ذلك المرحوم السديري صاحب البيت، ما علينا من حرتقات ابن ظلهاب وتفسيراته الخاصة لكل شيء في الحياة المهم أنه حينما دخل إلى المجلس (ملعلعاً) فزع أحفادي الصغار من صوته الأجش وهاتفتني أم البنين من الداخل تسألني ما الذي يحدث عندكم في المجلس؟! فقلت لها: أبداً كل ما بالأمر أن (عمك) ابن ظلهاب قد (شرفنا) أخيراً فما كان منها إلا أن قالت: (وقطع) فقلت لها على الفور: (قطع، يقطع لسانك) فأنا لا أرضى لأي كان في الدنيا أن (يسب) صديقي ابن ظلهاب رغم أنه حقيقة يستحق كل السباب في الدنيا ولكنه على أي حال هو غال على القلب وعشرتنا أزلية إلى الأبد.

***

وحينما سكنت زوبعة ابن ظلهاب وبعد أن احتضن (الوجار) بفروته التي تفوح منها رائحة عيس الإبل وحمط الأغنام وأخذ يستدفئ بالنار وأنشأ يقول وعمر السامعين يطول: اسمع أيها (الكيتب) الجبان: أرني (مراجلك) في أن تكتب عنا نحن المساكين أصحاب الحلال (الإبل والغنم) أننا نعاني في هذه الفترة بالذات وكما يقول البدو (دهر ومعاوينه) فرغم جدب هذا العام وارتفاع سعر الأعلاف ونفوق الإبل فإن الأغنام أصبحت تنفق بسبب البرد فإذا ما استمر الحال هكذا فعلى الثروة الحيوانية السلام، وأردف ابن ظلهاب: وأنت تعرف أن وطننا الغالي فيه أعظم سوق للماشية في الشرق الأوسط فقل لمن يهمه الأمر أن ينظر إلينا بعين العطف، وأن ينقذ (ثروتنا الوطنية) من التلاشي والضياع، وأن ينقذ من لا يملك إلا العيش على دخل الماشية من الضياع والفقر أيضاً ولنا أمل أن تتابع وزارة الزراعة أحوالنا إلى أن يمن الله علينا ب(الحيا) والربيع فهو على كل شيء قدير. ثم نفض ابن ظلهاب عباءته الوبرية ومضى إلى حيث لا أدري!!

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد