المتأمل في تاريخ النمو الاقتصادي يدرك أنه اليوم لم يعد يعتمد على تراكم الثروة وأن ترتيب قائمة أثرياء العالم لم تعد كما كانت في السابق، فالاقتصاد المعرفي أضحى اليوم مفتاح الثراء ومحرك النمو الاقتصادي الفاعل... يكفي الإشارة إلى أن 56% من النمو الاقتصادي الأمريكي اليوم تساهم فيه شركات لم تكن موجودة قبل خمسة عشر عاما!!
ولذا فإن صدور النظام الأساسي الجديد لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله وتغيير مسماها من رعاية الموهوبين والمبدعين إلى رعاية الموهبة والإبداع يكشف عن لبنة كاملة ومتكاملة العناصر لإنشاء عصر الاقتصاد المعرفي في المملكة والذي ينطلق من القاعدة الأولى الأكثر شمولاً... فالعناية بالموهبة والإبداع وتحسين بيئتهما ينتج أكبر عدد ممكن من المبدعين والمساهمين بدعم النمو الاقتصادي من خلال القيمة المضافة المبدعة في المنتجات والخدمات... فهنيئاً للوطن بهذه المؤسسة الجديدة المتجددة وبانتظار جهودها لاستكمال مشروع سكة حديد الوطن للوصول إلى الاقتصاد المعرفي الذي سيخلصنا من الارتهان لمستقبل الموارد الطبيعية بإذن الله.