عندما يرى الجميع تحطُّم الأرقام القياسية أمام عينيه (يوميا) يدرك أن الإنسان بداخله طاقة ممتدة، ويعلم يقيناً أن هذا الإنسان كائن مختلف عن مخلوقات الله، ويتأكد له أن الله أودع فيه قوة - بقَدَر - لم تنته حتى كتابة هذه المقالة.
وإخماد هذه الطاقة أو تحريف مسارها أو عدم الاستفادة منها أو تجاهلها، هي إحدى معضلات الإنسان في المجتمعات المتخلفة، لأنهم يتعاملون معه وفق أدنى مستويات الطاقة التي يمكن أن يظهرها، لذلك لم ينتصروا على تخلفهم إلى اليوم.
وعندما تتوقف المجتمعات عن المنافسة الشريفة وبعث الإنسان السوبر طاقته التي أودعها الله فيه، فإن تلك المجتمعات تبقى كما هي، تبعا للمقولة التي تؤكد أن المنافسة عنصر رئيس من عناصر النمو، والمجتمع الذي يركن إلى السكون تنطفئ في إنسانه تلك الطاقة فلا ينمو فيه كل شيء، ويبقى بلا احتياجات جديدة الأمر الذي تختفي فيه أي مؤشرات إبداعية، فكيف يبدع من لا احتياجات له، طالما أن (الحاجة أم الاختراع).
إذا غابت المنافسة الشريفة ظهرت الصراعات، وإذا ظهرت الصراعات مات نصف المجتمع، لأن الحرب عادة بين فريقين كل منهما يسعى لإقصاء الآخر، وإذا مات نصف الناس أصبحوا نصف مجتمع يملكهم نصف إنسان ينجزون نصف المنتج.
والأدهى من ذلك أن يذهب ذاهب من بني آدم ليقسم العالم إلى نصفين: نصف له، والنصف الآخر في البحر، فكم يبقى له؟! يريد أن يكسب الجغرافيا ويحرق التاريخ، وهنا تكون المنافسة محل نظر لأن الجغرافيا والتاريخ يمثلان كامل المجتمع!!
Ra99ja@yahoo.com