القدس - «الجزيرة» - من بلال أبو دقة
حذف محرك البحث الشهير جوجل -google صور صانع ألعاب منتخب مصر لكرة القدم (محمد أبو تريكة) التي أظهر فيها تعاطفه مع غزة من البحث عن الصور داخل الموقع العملاق الذي يمتلكه أمريكيان.
وخلال البحث عن صور اللاعب (أبو تريكة) في موقع جوجل - googleتظهر صوره دون الصورة التي ارتدى فيها قميصاً داخلياً مكتوباً عليه (تعاطفاً مع غزة)، رغم أنها كانت متاحة قبل ذلك لمستخدمي البحث في الموقع!
والظاهر أن موقع البحث الشهير (جوجل) استجاب للضغوط الإسرائيلية الكبيرة التي تعرض لها لإجباره على حذف الصورة التي أظهر فيها أبو تريكة تعاطفه مع الشعب الفلسطيني في غزة عقب رفعه قميص منتخب بلاده ليظهر قميصاً داخلياً مكتوباً عليه (تعاطفاً مع غزة) بعد تسجيله هدفاً في مرمى السودان. وكان أبو تريكة قد احتفل على طريقته الخاصة بالهدف الثاني في مرمى السودان السبت قبل الماضي على استاد (بابا يارا) في كوماسي بكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، برفع قميصه ليظهر عبارة (تعاطفاً مع غزة) باللغتين العربية والإنجليزية، في إشارة للحصار الوحشي الإسرائيلي المفروض على الفلسطينيين في غزة، ليتلقى بطاقة صفراء من حكم المباراة .
تفتيش ذاتي
وسبق أن ذكرت صحيفة (الأخبار) المصرية أن (أبو تريكة) خضع لعملية تفتيش ذاتي دقيق قبل مشاركته في مباراة منتخب بلاده أمام زامبيا في ختام مباريات المجموعة الثالثة لبطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة حالياً في ضيافة غانا.
وفوجئ أبو تريكة وهو يستعد للنزول لأرض الملعب بالحكم الرابع ومراقب المباراة يقتربان منه ويطالبانه بالكشف عن القميص الذي يرتديه تحت قميص منتخب بلاده للتأكد من عدم ارتداء القميص الذي سبق له الكشف عنه وهو يحتفل بإحرازه للهدف الثاني في مرمى السودان وكتب عليه (تعاطفاً مع غزة)، وبعد التأكد من عدم ارتدائه لقميص يحمل أية عبارات تم السماح له بالنزول لأرض الملعب كبديل لزميله أحمد حسن.
(أبو تريكة): ما فعلته لم يكن
له دلالة سياسية مقصودة
وشنت وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية حملة تحريض واسعة ضد (أبو تريكة) بعد إبرازه التعاطف مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة، وتدعو تلك الحملة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى معاقبة أبو تريكة جزاء تعاطفه مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة، بعدما رأت في تعاطفه رسالة سياسية محظورة في الملاعب. وحرضت الصحافة الإسرائيلية (الفيفا والكاف) على وقف أبو تريكة وترحيله من غانا وعلى المراقبة الحثيثة لمباريات مصر القادمة في البطولة. وقال (أبو تريكة) في تصريحات للصحفيين إن ما فعله لم يكن له دلالة سياسية مقصودة وإنما يعبر عن بادرة شخصية منه لإبداء تضامنه مع أهالي غزة من ناحية إنسانية. وتابع أنه لم يكن يخطط للأمر، وأن الفكرة تواردت إلى ذهنه بعد أن تابع عبر شاشة التلفزيون برفقة زميله المدافع (وائل جمعة) في غرفتهما بالفندق بمدينة كوماسي الغانية، حيث يقيم المنتخب المصري، تقرير قناة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية عن معاناة أهل غزة. وأوضح (أبو تريكة) أنه لم يفعل ما قام به من أجل لفت الأنظار الإعلامية أو المتاجرة بالحدث، قائلا: (كنت فقط أريد أن أقول لأهلنا في غزة وفلسطين إننا معهم ونشعر بمعاناتهم).
من نجم في الملاعب إلى بطل في عيون العرب
وقد تحول (أبو تريكة) من نجم في ساحات الملاعب إلى بطل في عيون المصريين والعرب، بعد قيامه بلفتة أثارت استحسان الملايين من المتعاطفين مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة، وخصص كُتاب كثيرون مقالاتهم الصحفية للثناء على اللاعب الذي حذره الاتحاد الإفريقي من تكرار مثل هذه الخطوة مستقبلاً، باعتبارها خرقاً لقراراته التي تحظر إظهار الشعارات العرقية والسياسية. وأشاد كُتاب الأعمدة بتصرف اللاعب المصري وامتدحوا أخلاقياته العالية، التي تعكس تعلقه بقضايا المسلمين، كما أظهر من قبل عندما ارتدى فانلة كتب عليها (نحن فداك يا رسول الله) في المباراة النهائية لبطولة الأمم الإفريقية بالقاهرة في عام 2006م.