إشارة إلى ما كتبه الكاتب سعد بن محمد الموينع بتاريخ الثلاثاء 21 محرم 1429هـ الموافق 29 يناير 2008م تحت عنوان: (احذروا ظلم المرأة أيها الرجال)، أقول: جزاك الله خيراً أخانا سعد، وأتفق معك - قلباً وقالباً - فيما ذهبت إليه من محاولة تبصير بعض من الغافلين المتجاهلين عما نهى الله عنه المتجاوزين لحدود الله: {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} و{وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا} وهنا كما يبدو - لكل ذي عقل وبصيرة - أنّ الله تعالى قد أمر بثلاث:
1 - تذكر ما كان بين الأزواج من محبة وعشرة طيبة يوماً ما.
2 - إعطاؤهن مهورهن كاملة حسبما تم التراضي عليه.
3 - عدم حرمانهن شيئاً من هذه المهور دون رضا أو طيب خاطر.
لكن ما نراه يقع في كثير من الحالات، كثيرون للأسف يحتالون لحرمان أزواجهن مما أمرهم الله تعالى به (هذه الأوامر الثلاثة).
ليس هذا فحسب، بل كم أتمنى لو أن كل مطلق استفتى أهل العلم والرأي في قوله تعالى: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} فيعرف حقها عليه لتبرأ منه ذمته يوم العرض على رب العرض (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) إن كان مُتّقيا لله فعلا.
لكنه للأسف - كما قال الكاتب الموينع - قد تصله استشارة غير موفقة من أحد الأصدقاء - أو أقارب السوء - ألا يطلق حتى تعوّضه الزوجة أو تتنازل عما يكون مستحقاً لها في ذمته ولا يدري - أو أنه يدري - أن ما فعله يعد من الظلم والجور وأكل حق الغير بالباطل وعدم الوفاء بالعهد، ولاشك أن عدم الوفاء بالعهد هذا يدل على قلة الإيمان بالله وحده وباليوم الآخر، وتكون الطاقة أن يتشدق بأنه (أُخروِي) أي يخاف الآخرة ويخشاها.
وإشارة إلى ما ذكره الموينع - من حالات - أعرض ثلاث حالات، أولاها إيجابية تدل على ورع وتقوى صاحبها:
الأولى : زوج محترم، في بداية زواجه رأى استحالة العشرة بينه وبين زوجته، ورغم رفعة مركزه ومركز والده لكنه طرق الباب على والد زوجته - بكل أدب وحياء - وسلمه إياها قائلا: عمي استحالت العشرة بيننا، فاحكم بيني وبينكم ماذا لي وماذا لكم، ماذا لكم أدفعه وماذا لي تنازلت عنه إكراماً لها.
الثانية : نفس الحالة التي ذكرها الموينع في بداية العمود الرابع (كان الزوج قد دفع نصف المهر فقط) لكنه اشترط هنا التنازل عن النصف الآخر واشترط أيضا عليها التنازل عن نفقة المتعة فتنازلت مرغمة ومحتسبة.
الثالثة : بعد الزواج بسنتين أخذ سيارتها التي أهدتها إياها خالتها وتركها وابنتها ورحل، وعادت المسكينة وابنتها إلى بيت أهلها والحياء يمنعهم من التقدم للقضاء ف(حبال القضاء طويلة) كما يقال.
وختاماً .. أتمنى:
1 - أن يساهم القضاء في حل هذه المشكلات.
2 - أن يقوم الأئمة والخطباء والإعلام بكل قنواته بدوره المأمول بالحكمة والموعظة الحسنة.
حميدين الشحّات محمد