ودعنا قبل عدة أيام المغفور له بإذن الله الشيخ صالح العلي العجروش عضو مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، ومديرها العام الأسبق الذي يعد من كبار رواد العمل الصحفي السعودي، ومن الرموز المؤسسين الذين ساهموا في بناء هذه المؤسسة العريقة، وبذلك فقدت (الجزيرة) أحد آبائها الذين أوصلوها إلى ما هي عليه الآن.
وقد عرفتُ الشيخ صالح العلي العجروش منذ بدأتُ العمل في مكتب الجزيرة في حائل. وخلال تواجدي الطويل بهذه المؤسسة العريقة عرفته أباً للصغير، وأخاً لمن يقاربه في العمر، وابناً متواضعاً لمن يكبره في السن؛ فقد كان - رحمه الله - متواضعاً، يعامل الصغير والكبير خير معاملة. وطوال الفترة التي قضيتها في العمل بمعيته (رحمه الله) لم أره يوماً غاضباً، بل يزودنا بنصائح نتجاوز بها المشاكل التي تواجهنا في عملنا الصحفي كل صباح، وابتسامته الهادئة الودود لا تغادر وجهه السمح.
رحم الله أبانا الشيخ صالح الذي كان لجميع من عرفه رائداً.. أباً.. ومعلماً، وكل من عاصره أو عمل معه يعرف جيداً حجم هذا الرجل، وأثره الكبير في الصحافة الوطنية، ومنهم من هم رواد الصحافة وعمالقتها.
