الصداقة شجرة صلبة، تمر بجميع الفصول وتبقى صامدة طالما هناك من يرويها، وماء هذه الشجرة التي نستفيء بظلالها وتمنحنا أغلى وأطيب الثمار الحب المتبادل، والفرح للفرح والحزن عند الحزن، إنها كذلك وردة جميلة ذات رائحة عطرة الحسن منبعها، والتفاؤل ديدنها والأمل طريقها، الصداقة جنة كلها ورود إنها كنز لا يفنى أبداً، ريحها صدق الإخوة والشهد, وهي درجات تبدأ من القاع وتنتهي عند القمة تبدأ من الرقم واحد وتنتهي حيث اللانهاية.. قد تجد صديقاً مقرباً وآخر أقل قرباً، وثالثاً بالكاد تذكره، والقريب اليوم قد يصبح بعيداً في الغد، أو العكس.. الصداقة علاقة رائعة تجمع بين شخصين يجب أن يكون بينهما في نظري التماثل في الاهتمامات والتكافؤ العلمي والتقارب في وجهات النظر والرغبات مما يجعل مسارهما واحدا وهمهما واحدا وآمالهما مشتركة وطموحاتهما متوافقة، والقناعة التي أحملها أن الصديق الحق كنز ثمين، وأن من يحافظ على وشائج العلاقة وجسور المحبة والوفاء فهو بمثابة إنسان غني ليس بالمال بل باكتسابه صديقاً مخلصاً كما هي حاله معه وكما تدين تدان، والقصص التي قرأتها في تراثنا العربي تشهد على ذلك وتدل عليه.
والصديق حين نتأمل في حروفه يعني بإيجاز:
ص: صدق ، د: دم واحد ، ي: يد واحدة، ق: قلب واحد
حقاً ما أروع الصداقة وما أغلى الصديق الذي يتمثل بهذه الحروف الأربعة.
ولجميع أصدقائي الذين أحبهم من قلبي أقول مبروك النجاح، وإلى القمة دوماً - بإذن الله -.