لم يعد الكلام يعطي الأمل ولم تعد اللحظات والدقائق التي تمر على أطفالنا مبتسمة أو مبهجة. وصرخة الطفل أصبحت غير مسموعة وغير مؤثرة فهذا يومٌ يقتل به طفل بريء ويومٌ تقتل به امرأة بدون ذنب ويومٌ يعتقل فيه الأطفال والنساء بدون وجه حق. |
صرخة هنا وبكاء وأنين ودمعة لم تجف حتى يومنا هذا، وعذاب هناك وحرمان وضياع وهلاك وفتك للأرواح من قبل جنود العدو الإسرائيلي. هذا العدو منزوع الرحمة الذي لا يستطيع العيش يوماً بدون أن يرى إخواننا في فلسطين يقتلون ويقصفون ويدمرون، ليروا في ذلك فرحة ونصراً لهم. |
إلى متى سنبقى شهود زور؟ نبصر بدون قدرة على تعليق أو رأي. وهل أصبحت لغة الصمت أفضل الطرق الوقائية في لحظة الضعف التي مازالت طاغية على قلوب الأمة؟ وهل سنرى الضمير العربي يصحو ليتكلم يوماً ما؟ أم سنفقد الأمل نهائياً ونظل نياماً على ما نحن فيه وننسى كلمات الشاعر الشهيد عبدالرحيم محمود: |
فإما حياة تسر الصديق |
وإما ممات يغيظ العدا |
ونفس الشريف لها غايتان |
ورود المنايا ونيل المنى |
هل هذه القصيدة لم تعد مؤثرة أو توحي ولو بالقليل من الأمل أم سوف يموت الإحساس والضمير مع الزمن وتموت معها صرخة طفل بريء مات قبل أن يستنشق هواء الحرية. |
هل ستكون هناك صرخة تهز لها الجبال الراسيات أم أن الصمت سيظل صاحب القرار؟ |
|