كلنا يتابع (التخرّصات الجوية) التي تنشط عادةً في فصل الشتاء.. حيث البرد والأمطار والكشتات والعشب والحياة الأخرى المختلفة.
** في السابق.. لم يكن هناك سوى (متخرّص واحد) أو اثنين على الأقل.. وكنا نتابع هذه التخمينات والتخرصات والتي لا تصدق إلا نادراً.. ومن باب الصدفة حتى صار اليوم لدينا أكثر من متخرّص وأكثر من متعبث.. وصارت الصحف والمجلات وسائر وسائل الإعلام تتيح لهم فرص بث هذه التخرّصات.. والكثير منا.. يتعامل معها كحقائق.
** هذا العام كان العام الأسوأ بالنسبة لهؤلاء المتخرّصين.. حيث لم يصدق لهم أي شيء على الإطلاق..
** قالوا ستأتيكم موجات البرد في أيام محددة.. فوصلت درجة الحرارة إلى (26)..
** وقالوا في أيام أخرى.. سيعتدل الجو.. فكانت درجات الحرارة تحت الصفر..
** وقالوا ستأتيكم أمطار غزيرة.. ولاحظوا كلمة (غزيرة) فكانت الشمس المشرقة.. حيث لا غيوم ولا سحب.
** المهم أن هذا العام من الأعوام المشهودة لدى هؤلاء المتخرّصين.. حيث إنه فضح الكثير من هؤلاء المتخرّصين وصار بينهم وبين الحقيقة مسافات.
** بعضهم يتابع نشرة الأخبار الجوية ويحاول الاستفادة منها.. والأرصاد الجوية.. حقائق علمية يتعاملون مع معطيات علمية لا مجال فيها للتخرّص والتخمين.. إذ لديهم مؤشرات.. ولديهم مقاييس علمية.. فهو علم يدرس.. وعلم يتخصص فيه وليس مجرد هواجيس.
** أقول.. بعض هؤلاء المتخرّصين (ذِهِيْن) عندما لجأ إلى نشرات الأحوال الجوية فحاول الاستفادة منها.. وحاول تجييرها له.. وغاب عنه.. أنه بوسع أي شخص أن يحصل على قراءة للنشرة الجوية من المصلحة أو من موقعها على الإنترنت أو من أي جهة رصد علمية أخرى من خلال الإنترنت.. فالمسألة سهلة ميسورة ونشرات الأرصاد الجوية متوفرة ولا تحتاج إلى متخرّص يترجمها لنا.
** ثم إنه على كثرة نشرات وآراء هؤلاء المتخرّصين.. صار التناقض بينهم واضحاً.. حتى ربما تناقضوا في تنبؤاتهم في يوم واحد.. إذ قد تقرأ كلاماً لمتخرّص في جريدة.. وتقرأ في جريدة أخرى ما يناقضه.. وهذا في الحقيقة ما يدعو إلى الضحك والسخرية.. ويدعو إلى تندر الناس.
** هذا العام.. تكرر منهم كلمة أمطار غزيرة عدة مرات منذ دخول الوسم وحتى تاريخه.. ولم نشاهد أمطاراً غزيرة.. بل إن الأمطار تأخرت هذا العام كثيراً.. في حين كانوا يعدون بها كل أسبوع.. وكانوا يحذّرون الناس من نتائج هذه الأمطار (الغزيرة) التي لم تهطل.. والأمر لله وحده من قبل ذلك ومن بعده فهو الذي ينشئ السحاب الثقال جلَّت قدرته.
** أعود وأقول.. إن هؤلاء.. قد كرّروا هذا العام عدة مرات.. الحديث عن أمطار غزيرة على المنطقة الوسطى ومنطقة الرياض ولكن.. لم يحصل شيء من ذلك.
** أما عن تحذيراتهم من برد شديد قارس.. فقد جاء بالفعل برد شديد قارس.. لكنه ليس في الأيام التي توعّدونا فيها بالبرد.. بل كان في أيام أخرى.. أما الأيام التي أشاروا إليها.. فقد شارفت درجة الحرارة على الثلاثين.
** هناك متخرّصون جويون ظهروا لسنوات ثم غابوا - جزاهم الله خيراً - لأنهم أدركوا أن المسألة مكشوفة.. وأن الناس صارت أكثر نضجاً وأكثر وعياً وأكثر دقة من ذي قبل.. ولأنهم انفضحوا في أكثر من سالفة.. وبالتالي (العاقل خصيم نفسه) ليس أمامهم سوى التواري والانسحاب من الساحة.. وهذا.. عين العقل (وعقبال الموجودين الآن).
نتمنى سرعة انسحابهم وترك الأمر للمعنيين المتخصصين سواء في الأرصاد الجوية أو في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أو في غيرها من الجهات العلمية ذات العلاقة.