باريس- ليبرفيل - أ. ف. ب
أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، في حديث نشرته أمس الأحد صحيفة جورنال دو ديمانش، أنه ما زال يعتقد بأن القوة الأوروبية ستنتشر في تشاد بعد دخول المتمردين نجامينا السبت. وقال كوشنير إنه (لا يعتقد) أن عملية المتمردين ضد نجامينا تؤثر على انتشار القوة الأوروبية في شرق تشاد وأفريقيا الوسطى، لحماية 450 ألف لاجئ من دارفور السودانية ومهجرين تشاديين من أفريقيا الوسطى.
وأضاف: (اضطررنا إلى أن نوقف بصورة مؤقتة انطلاق الدفعة الأولى من الجنود النمساويين والأيرلنديين، لكننا نعرف أن هذا الاقتراح الفرنسي الذي أصبح فكرة أوروبية يزيد من فرض نفسه)، موضحاً أن (قراراً من مجلس الأمن صدر في شأنه وبالإجماع، لذلك من الواضح أن من الضروري جداً حماية المدنيين).
وسُئِلَ كوشنير: هل كان هدف الهجوم المتمرد (نسف انتشار القوة الأوروبية)؟، فقال: (يجب ألا نكون ساذجين)، مذكراً بأنه (حصل في بداية وصول العناصر الأولى للقوة الأوروبية).
من جانب آخر ذكر مراسل وكالة فرانس برس أن المجموعة الأولى من الأجانب الذين أُجليوا من نجامينا ومعظمهم من الفرنسيين، وصلوا ليل السبت الأحد إلى ليبرفيل (منهكين لكنهم سعداء).
وقالت ربة عائلة يرافقها اثنان من أبنائها (نحن سعداء لأننا غادرنا نجامينا. كان النهار قاسياً ومنهكاً. لم نكن نعرف كيف ستتطور الأمور). وأيد رجلا أعمال كانا في العاصمة التشادية منذ أسبوع ما قالته ربة العائلة، مؤكدين أنهما لم يشاهدا فعلاً المعارك لكنهما سمعا (انفجارات كثيرة). وأوضح أحدهما الذي بدا وجهه شاحباً جراء يوم طويل انتهى برحلة استغرقت أكثر من ثلاث ساعات على متن طائرة للجيش الفرنسي (لقد فوجئنا لأننا لم نسمع تلك الانفجارات من قبل).
وأعرب جميع الأشخاص الذين تجمعوا منذ مساء الجمعة في مراكز تولى حمايتها الجيش الفرنسي في نجامينا، عن سرورهم من الجنود الفرنسيين الذين أمنوا حمايتهم في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت امرأة في الخمسين من عمرها تركت زوجها في نجامينا إن (الجيش الفرنسي كان مميزاً).
لكنها أضافت (لقد فضل البقاء للاهتمام بأشغاله. والأمور يمكن أن تُسوى سريعاً).واستقبل السفير الفرنسي في الغابون جان - مارك سيمون والجنرال كلود ريغلا قائد القوات الفرنسية في ليبرفيل التي تقيم فيها فرنسا قاعدة عسكرية تضم 800 جندي، الأشخاص الواصلين الذين نقلوا إلى معسكر ديغول الذي لا يبعد كثيراً عن المطار.
وفي هذا المعسكر سيرتاحون قليلاً ثم يعاودون رحلتهم إلى فرنسا. وخلال الليل ستصل إلى ليبرفيل أربع رحلات أخرى من نجامينا لتنقل حوالي 400 شخص.
وذكرت السلطات الفرنسية أن الذين يراهنون على حل سريع للأزمة التشادية، يستطيعون البقاء بضعة أيام في معسكر ديغول.