Al Jazirah NewsPaper Monday  04/02/2008 G Issue 12912
الأثنين 27 محرم 1429   العدد  12912
بين قولين
المنتفعون
عبد الحفيظ الشمري

لم يعد جشع بعض التجار هو الخطر المحدق بالمجتمع، إنما بات يوازيه في الخطورة من يقف وراءه ممن يوسمون بالمنتفعين الذين تغريهم الشراهة بأن يأكلوا كل شيء باسم السوق المفتوح، وحرية التجارة الحرة، والحقوق الفردية التي يظن أنها حق مشروع له بمفرده.

فالمنتفع هو من يضع أحد التاجر في الواجهة، ويتفرغ هو لابتداع أي نظرية، وتبنيها من خلف حجبه، ليشنف آذان الجميع باستدلالات يفسرها وفق هواه كأن يبرر لذاته ما يحظى به من تسهيلات مالية، وما يحققه من مكاسب دنيوية حتى وإن كانت على حساب قوت الآخرين، بل ويقفا معاً (التاجر والمنتفع) ضد كل فكرة تحطب في حبل التكافل الاجتماعي، أو التضامن الخيري الذي يوسع عادة على الناس، على نحو قيام وتشجيع الجمعيات التعاونية في الأحياء.

وعلى ذكر الجمعيات التعاونية والتضامنية فإن السكان حول (أسواق الشمال) بالرياض يعرفون أن هناك جمعية تعاونية ظلت تعاند، وتواجه تيار التهميش والتغييب الذي أوصلها إلى مرحلة الإفلاس، ليختفي نشاطها تماماً بحجة أن التحرر في التجارة أمر وارد.

أما وإن كان التحرر في الرأي، أو مناقشة بعض العادات السيئة والقائمة بشكل غير سوي، فإنه سيكون من قبيل التجاوزات، إذ لا يريد هذا المنتفع في هذه الدنيا إلا أن ينشئ المزيد من المجمعات التجارية والسكنية، والفلل والشقق بالعشرات ولا يسمح لأحد أن ينتقد حتى ولو برأي معتدل أي فكرة مغلوطة.

فالمتنفعون عادة هم الذين ينتظرون أي لحظة للانقضاض على أي مشروع منافس حتى وإن كان بسيطاً، بل لا يتورعون عن المداهنة في الآراء حفاظاً على مكتسباتهم التي تتزايد، ليقوموا بالبناء والبيع، والتأجير وعلى هذه الحال، وليس بوسع هؤلاء المنتفعين أن يستمعوا - كما أسلفنا - إلى أي رأي يرشد إلى مبدأ التكافل، ورعاية الضعفاء والمحتاجين والتسهيل على الناس حتى ولو بنظام استثماري بسيط يحقق الفائدة للمجتمع، إلا أننا نستدرك هنا عدم التعميم، فهناك تجار يبذلون بخفاء وصمت احتساباً وخيراً ومنفعة للناس.



Hrbda2000@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5217 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد