Al Jazirah NewsPaper Monday  04/02/2008 G Issue 12912
الأثنين 27 محرم 1429   العدد  12912

القنوات الشعبية وضيوف السذاجة!!!
د. محمد أبو حمرا

 

كثرت القنوات التي تسمى شعبية، وهي قنوات تقوم على الشعر الشعبي وما يتعلق به، ويمكن أن تسمي بعضها قنوات (تلميع من يحتاج للتلميع) لأنها تقوم أساساً على (كم تدفع) فإن لم تدفع فلا شيء معهم سينفع، وهم أذكياء إلى درجة مذهلة، فيعرفون كيف يصيدون النقد والتقسيط من أولئك الذين يريدون أن يكونوا في واجهة الشاشة الشعبوية المعتقة بنعرة قبلية أو مناطقية قد تجاوزها الزمن. والقنوات الشعبية أصبحت وسيلة لسلب أموال الذين يدفعون عشرات الآلاف للظهور الخاوي والفج؛ المهم أن يكون له فرصة مقابل ما يدفعه لكي يثرثر بكلام لا معنى له أبداً؛ ثم إذا ما أفلسوا من أولئك فإنهم يعرفون كيف يثيرون النعرة عن طريق رسالة يكتبها الكنترول لديهم ثم تنهال الرسائل المعارضة لها من أولئك الذين يزعمون أنهم يدافعون عن قبائلهم أو قراهم؛ لا فرق أبداً بين تلك العقليات التي أكثرها من المراهقين والمراهقات للأسف.

مسألة الابتزاز للأموال عن طريق القنوات الشعبوية مسألة يجب أن يكون هناك حل لها بشكل صارم وقوي؛ على الأقل من قبل مبدأ (الحجر على هؤلاء) لأن من يدفع نقوده في موضع مثل هذا يعتبر إنساناً لا قيمة عنده للعقل أو المال، وقد قيل (المال عديل الروح) أي معادل لها في القيمة؛ وإتيان الأموال لمثل هؤلاء منهي عنه. هذه القنوات لا تقدم أي شيء يمكن أن يسمى فكراً أو تسلية أو معلومة يمكن أن تضاف للمعارف الكونية أو الإنسانية؛ بل هي رغاء بالشعر الشعبي بشكل ممل وفج. تلك القنوات تؤصل لسلب الفكر الراقي وإحلال العامية محله؛ لأن هناك من يستمتعون بهذا النوع من الطرح المختلف جداً؛ وهو طرح يقوم على المدح أو القدح، ويتضح ذلك من خلال المسجات التي تبدو على الشريط الإعلاني لأية قناة شعبوية. فهل تتدخل الاتصالات في تحجيم الرسائل التي نراها بشكل استفزازي لعقل المشاهد العربي المسلم؛ أم تتدخل جهات أخرى لكي تحجب تلك القنوات التي للأسف بدأت تنتشر مثل النار في هشيم الحطب البالي؟

أظن أن محاربة تلك الأفكار المتخلفة يبدأ من البيت نفسه؛ بحيث يشرف رب الأسرة على الحكم في أسرته عن طريق الإقناع لهم بعدم متابعة هذا السقوط الفكري الذي نراه كل ليلة ويوم؛ ولك أن تتخيل ابنك أو ابنتك ليس لهم هم سوى متابعة الرغاء المتواصل ليلا ونهاراً عبر تلك القنوات المتخلفة أصلاً. يا ترى كيف نحول بين الفكر الراقي وبين أن يسقط الجيل تحت أقدام وعقول العوام؛ أولئك الذين لا يضيفون للفكر سوى هز الأيدي وبحلقة العيون واستنفار العصبية التي وأدها الزمن؟

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الجهالة ينعم!!

فاكس: 2372911

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7257 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد