القدس- مكتب «الجزيرة» - بلال أبو دقة
شنت وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية، حملة تحريض واسعة ضد صانع ألعاب منتخب مصر لكرة (محمد أبو تريكة) بعد إبرازه التعاطف مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة، برفعه شعار (تعاطفًا مع فلسطين) عقب إحرازه الهدف الثاني في المباراة أمام السودان في بطولة الأمم الإفريقية بغانا.. وتدعو تلك الحملة، الاتحاد الدولي لكرة القدم ال(فيفا) إلى معاقبة أبو تريكة جزاء تعاطفه مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة، بعدما رأت في تعاطفه رسالة سياسية محظورة في الملاعب. موقع صحيفة معاريف الإسرائيلية نشر صورة كبيرة ل(أبو تريكة)، وقد كشف قميصه الداخلي الذي يبدي فيه التضامن مع إخوانه الفلسطينيين، وقالت الصحيفة في عنوانها: (لماذا نقول لا للسياسة الآن؟) معتبرة أن ما قام به يتنافى مع القوانين الدولية الرياضية. وعلى الموقع نفسه، كتب شخص يدعى (موشيه) قائلاً (يا رب تنهزم مصر من زامبيا!.. كما رد إسرائيلي آخر على عربي يقول: (كلنا نحب أبو تريكة)، وقال: (إننا نشجع لاعب غانا بنسيل الذي يلعب لفريق هابوعيل الإسرائيلي فقد رفع علم إسرائيل في مونديال ألمانيا).
وكان هذا اللاعب رفع العلم الإسرائيلي عقب إحراز فريقه هدفاً في مونديال ألمانيا تعبيراً عن حبه لإسرائيل التي يلعب في أحد أنديتها، ووجه له تحذير بعدم تكرار ذلك مستقبلاً.
وحرض موقع (أموميديا) الإسرائيلي، الفيفا والكاف على وقف أبو تريكة وترحيله من غانا وعلى المراقبة الحثيثة لمباريات مصر القادمة في البطولة.. في حين اتهمت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، أبو تريكة بأنه (أقحم) السياسة والدين معا في بطولة رياضية خلافاً للقواعد المتعارف عليها، واستشهدت بتصريح قال فيه إن ما قام به جاء (تعاطفاً مع أهلنا في غزة لأننا جميعاً مسلمون).
وعقب المباراة التي شهدت قيامه بالكشف عن رسالته التضامنية قال أبو تريكة في تصريحات للصحفيين: إن ما فعله لم يكن له دلالة سياسية مقصودة وإنما يعبر عن بادرة شخصية منه لإبداء تضامنه مع أهالي غزة من ناحية إنسانية.
وكان أبو تريكة نفسه قد علق قبل بدء البطولة على نشر تقرير عنه في صحيفة إسرائيلية عنه تحت عنوان (أسطورة كرة قدم حقيقية)، بقوله: إنه لا يشرفه نشر اسمه في الصحف الإسرائيلية، لأنها تنتمي للعدو الصهيوني الذي استولى على أرض فلسطين ويمارس سياسة وحشية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.
وقد نجحت الحملة التي قادها الصحفيون والإعلاميون العرب الذين وجهوا رسائل إلى ال(فيفا) والكاف تؤكد أن ما قام به اللاعب المصري كان الدافع إليه تصرف إنساني محض ولم تنطو على رسالة سياسية.
أبو تريكة تحوّل من نجم في الملاعب إلى بطل في عيون المصريين والعرب
وقد تحول محمد أبو تريكة صانع ألعاب منتخب مصر لكرة القدم من نجم في ساحات الملاعب إلى بطل في عيون المصريين والعرب، بعد قيامه بلفتة أثارت استحسان الملايين من المتعاطفين مع الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، إثر كشفه عن قميص يحمل عبارة (تضامنًا مع غزة) في مباراة المنتخب مع السودان في بطولة الأمم الإفريقية المقامة حالياً في غانا.
وصدرت الكثير من التعليقات المرحبة من مشجعي كرة القدم وغيرهم، وخصص كتاب كثيرون مقالاتهم الصحفية للثناء على اللاعب الذي حذره الاتحاد الإفريقي من تكرار مثل هذه الخطوة مستقبلاً، باعتبارها خرقًا لقراراته التي تحظر إظهار الشعارات العرقية والسياسية.
وأشاد كُتّاب الأعمدة بتصرف اللاعب المصري وامتدحوا أخلاقياته العالية، التي تعكس تعلقه بقضايا المسلمين، كما أظهر من قبل عندما ارتدى فانلة كتب عليها (نحن فداك يا رسول الله) في المباراة النهائية لبطولة الأمم الإفريقية بالقاهرة في عام 2006م.
وقد تلقى سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم اتصالاً من وزير الشباب والرياضة الفلسطيني يشكره عما حدث من اللاعب محمد أبو تريكة في مباراة السودان وتعاطفه مع الشعب الفلسطيني ووجه وزير الرياضة الفلسطيني الشكر إلى المنتحب المصري واتحاد الكرة.
ومن جانب أخر أجرت وزيرة الشباب والرياضة الفلسطينية السيدة تهاني أبو دقة اتصالاً هاتفياً مع المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومي للرياضة في جمهورية مصر العربية، عبرت من خلاله عن شكرها واعتزازها وغبطتها باللفتة الرائعة والمميزة، التي رسخها اللاعب الدولي الكبير محمد أبو تريكه، حينما سجل الهدف الاستهلالي الأول لمنتخب بلاده أمام السودان، واحتفل بتسجيل الهدف على طريقته الخاصة التي تمثلت بالكشف عن شعار مكتوب على قميصه الداخلي قوامه: (تعاطفاً مع غزة) في إشارة واضحة إلى حالة الحصار المضروبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عدة أشهر، ما أدى إلى تفاقم تردي الأوضاع المأساوية للمواطنين في جميع مجالات الحياة. وثمنت الوزيرة الدور المصري الرائد والمساند دائماً للقضية الفلسطينية، على كافة الأصعدة بما في ذلك الجانب الرياضي، مشيرة إلى أن المنتخبات الفلسطينية ما انفكت تعسكر في مصر بفضل التسهيلات الطيبة، التي يقدمها المسؤلون الرياضيون هناك. وشكر المهندس حسن صقر الوزيرة على الاتصال، وقدم دعوة لها لزيارة مصر ومشاركة المصريين في احتفالاتهم المتوقعة وذلك بحصول منتخب بلادهم الكروي على اللقب السادس، باعتباره أقوى المرشحين للفوز به. وكانت الوزيرة تهاني أبو دقة أجرت اتصالا آخر مع السفير الفلسطيني في غانا الدكتور سعدي، وتمنت عليه نقل تحياتها للسفير المصري في غانا ولأفراد البعثة المصرية بشكل عام، وتقديم الشكر العميق للاعب محمد أبو تريكه على وجه الخصوص. وأبلغ السفير الفلسطيني الوزيرة أنه سيدعو أفراد البعثة المصرية مجتمعين على مأدبة عشاء تكريما لها، وبلغها أيضا أنه سينقل تحياتها إلى السفير المصري في غانا، وقال: إنه اتفق مع نظيره المصري على حضور اللقاء القادم لمنتخب الفراعنة وتحديداً في الدور الثاني.
اعداد: أحمد سليمان