كتب- عبد الكريم الجاسر

** تداول الهلاليون بالأمس خبر إيقاف مهاجم الفريق الكروي المحترف الكنجولي ليلو مبيلي بعد أحداث اللقاء الأخير للهلال أمام نجران في نجران والذي تعرض خلاله اللاعب لحالة (عض) من مدافع نجران مبروك عبدالله.. حيث اضطر ليلو للدفاع عن نفسه بإبعاد مبروك بحركة لا إرادية انتهت بابتعاد اللاعب عن كتف ليلو.. وجاء في القرار إيقاف اللاعب المعتدى عليه ليلو مباراتين في الدوري على ألا يشارك في أي مباراة بمسابقة أخرى خلال فترة الإيقاف.. ونظراً لغرابة القرار وعدم فهمه لأنه يعني إيقاف اللاعب لست مباريات اثنتان في كل مسابقة (الدوري + كأس ولي العهد + كأس الأمير فيصل) فقد حاولنا الاتصال بأي مسؤول لاستيضاح القرار دون جدوى فأمين اتحاد الكرة لا يرد وعبدالله الناصر عضو لجنة الانضباط كذلك ولا وجود لأي قرار رسمي أو مسؤول رسمي يوضح للجماهير الرياضية ما يحدث فالمسؤول الأول في الكرة السعودية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل ليسا معنيين بالرد على استفسارات الإعلام والقيام بأعمال أمانة اتحاد الكرة ولجان الاتحاد المختصة.. فللأسف وطول مساء أمس لم نتمكن من التوصل لمسؤول يمكن أن يعول عليه بتحمل المسؤولية ويقوم بمهام وواجبات منصبه المهمة في الشأن الرياضي.. فالمعلومة والإعلام ووجود الرأي الرسمي لاتحاد الكرة هي أعمال مهمة وضرورية لا تقل بأي حال من الأحوال عن أهمية إجراء أي مباراة أو مسابقة.. ولكن للأسف الرأي الرسمي غائب تماماً كما هو غياب اللوائح الواضحة الصريحة والعادية في لجنة الانضباط فالقرار الأخير للجنة الانضباط والقاضي بإيقاف ليلو مباراتين ومنعه من مشاركة فريقه في المسابقات الأخرى هو أحد أغرب القرارات الاستهدافية التي يشهدها الوسط الرياضي والموجهة غالباً للهلال.. فالواضح أن في اللجنة ومن بين أعضائها من يعبث بعدالة وسلامة المنافسات الرياضية عبر اتخاذ مثل هذه القرارات التي لا تتفق واللوائح والأنظمة وتعارضها تماماً.. فآخر قرارات اتحاد الكرة فصل العقوبات وعدم تداخلها بين مسابقة وأخرى وهذه المرة يمضي عليها أكثر من أسبوعين فقط ليفاجئ الجميع بالالتفاف الغريب على هذا القرار عن إيقاف ليلو مباراتين في الدوري ومنعه من المشاركة في المسابقات الأخرى والتي كما يبدو تهدف إلى إبعاده عن المباراة المهمة المقبلة التي ستجمع الهلال بالنصر، فهل مثل هذه القرارات تستحق الثقة.. وهل هذا القرار يتفق مع أي أنظمة معمول بها في العالم؟!

وهل لجنة الانضباط بقراراتها الانتقائية والمزاجية تعمل لمصلحة الرياضة السعودية؟! عبر قرارات متناقضة وانتقائية كهذا القرار..

وأين اللجنة عن التقرير المرفوع لها عن أحداث مباراة الشباب والنصر والذي رفعه حكم المباراة ومراقبها والمنصوص فيه على عقوبة النفطي ونقل مباريات للنصر، لماذا لم تتخذ أي قرار أو إجراء تجاهه!؟، ولماذا يتم تجاهل أحداث مهمة والتقليل منها وتهميشها وتضخيم أحداث بسيطة واختراع أنظمة لها بشكل مثير للريبة والشك في أهداف ونوايا هذه القرارات..

هل الضعف الإداري في الهلال وغياب الصوت الرسمي الإداري كافٍ للتلاعب بالهلال عبر قرارات غير مسؤولة على ألا يشارك في أي منها أو بينها، وهل الخوف من ردود الفعل تجاه هذه القرارات الخاطئة هو السبب حتى عدم إعلانها رسمياً والهروب من مواجهة الواقع. أسئلة عدة تحيط بالمتابعين من قرارات لجنة الانضباط وما يدار في الخفاء حولها وجاء هذا القرار ليكشف الحقيقة والهدف من إصدار مثل هذا القرار.. فاللاعب الذي يدافع عن نفسه ولم يبادر بالاعتداء يوقف مباراتين، واللاعب الذي يتهم الحكم ويسيء للكرة السعودية ويطلب الحكم إيقافه عبر تقرير رسمي يتم تجاهله فقط لأنه يرتدي ألواناً غير ألوان ليلو وناديه.. واللاعب الذي يشد شعر المهاجم يوقف مباراة.. من يبعد الخصم عن (عضه) يوقف مباراتين.. حقيقة أمر مؤسف أن ينحدر العمل الرياضي في لجنة الانضباط لهذا المستوى من الفوضى والتفرقة والاستهداف لأندية دون أخرى.. ومؤسف أيضاً أن يتم إصدار قرار مجحف بهذا الشكل ليس للاعب ولا لناديه وإنما للعقلية الإدارية التي تدير الرياضة السعودية برئاسة الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه فليس من المقبول أن يخرج قرار بهذا الشكل المريب عبر إيقاف لاعب لحركة بسيطة لمباراتين واختراع نظام جديد يمنعه من اللعب مع فريقه في كل المسابقات.. فهل يعقل مثل ذلك.. وهل وصلنا من الجهل إلى هذا المستوى المتدني لاعب يخطئ في الدوري ويوقف على ألا يشارك مع ناديه خلال هذه الفترة حتى في مسابقات أخرى؟!! بأي منطق وبأي حجة وبأي لائحة يحدث ذلك.. الجميع يعلم أن العقوبات مفصولة وأن الإيقاف هو في الدوري فقط ولا يشمل المسابقات الأخرى.. وماذا لو أن الدوري متوقف لشهرين مثلاً فهل يوقف اللاعب شهرين ويحرم من ممارسة عمله وهو الذي تسلم مبالغ مالية طائلة ليحرم فريقه منه بهذا الشكل.. وهل يقر الاتحاد الدولي بمثل هذه القرارات في إحدى مسابقاته..

وماذا لو أن عقوبة نجران كانت بنقل مباراتين في الدوري وجاءت مسابقة أخرى في المنتصف كما يحدث حالياً مع كأس ولي العهد فهل يمنع نجران من اللعب على ملعبه لحين لعب المباراة القادمة؟!!! وإذا حدث ذلك فأين يلعب (كما هو قرار ليلو)؟!

حقيقة مؤسف مؤسف جداً أن نصل لهذا المستوى وأن تلوى القرارات والأنظمة لخدمة أطراف دون أخرى بهذا الشكل المكشوف.. فاللوائح والأنظمة في كل دول العالم واحدة وواضحة وصريحة فالعقوبة في الدوري هي في الدوري واللاعب يلعب مع فريقه في المسابقات الأخرى مباشرة سواء داخلياً أو خارجياً.. واختراع قرار عدم مشاركة نادية في أي مسابقات أخرى يعني تغيبه أمام النصر وهذا هو المطلوب والهدف..