المكرم رئيس تحرير صحيفة الجزيرة.. تحية طيبة، وبعد: |
فإن بلادنا - المملكة العربية السعودية - تفتخر بقيمها، وتعتز بقادتها وتتباهى بقوة اللحمة بين الراعي والرعية، وتسعى جاهدة إلى تحقيق العوامل التي تضمن ترابط المجتمع وتقوية الوشائج، والابتعاد عن إثارة الحقد والكراهية، وذلك في جميع الميادين والمجالات، ومنها: الرياضة التي خطت خطوات رائدة في هذه البلاد، وما كان ذلك ليكون إلا بأسباب الجهود المتواصلة من الدولة الرشيدة، واهتمامها بالرياضة والشباب، وتقديم لهم الدعم المادي والمعنوي حتى وصلت الرياضة السعودية العالمية بكل فخر واقتدار. ولكن من المؤسف حقاً الذي يرثيه الحال والمقال، والذي أصبح صورة خاطئة في حق الوطن هو: التشجيع الرياضي الخاطئ لدى البعض من الجماهير والشغب المصاحب للمنافسات الرياضية أو المباريات، والبعيد كل البعد عن الأخلاق والروح الرياضية، فقدم هذا التشجيع الخاطئ من بعض الجماهير غير الواعية صورة سيئة للوطن والرياضة في بلادنا. فإن الجمهور الرياضي، بل كل فرد رياضي ينتسب لهذه البلاد الغالية فإنه يمثل اسم الوطن. |
لذلك ينبغي على الجماهير أن تتقيد بالتشجيع الرياضي السليم، وأن تلبي تلك الغرائز الرياضية بالتشجيع الحضاري، وأن تتحلى بالقيم الفاضلة، والصفات الحسنة، وأن تنطبق هذه المبادئ بالسلوك، وتبتعد عن التعصب الرياضي الأعمى الذي شحن القلوب بالكراهية، وغير الطبائع والنفوس، فكانت نتائجه السيئة على الرياضة والجماهير والوطن. فالجماهير الواعية هي التي تبتعد عن هذا التعصب سواء كان تصرفات سلوكية سيئة في المنافسات الرياضية أو عصبيات قولية ما بين الألفاظ النابية والتهكم والاستهزاء بالآخرين. فالأخلاق هي الجماهير والجماهير هي الأخلاق والشاعر بهذا يقول: |
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت |
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
واعلم - أخي الرياضي - أن الرياضة وسيلة تربوية هادفة تزود الإنسان بالقيم والأخلاق، وتنمي روح التنافس المحمود بين الأندية والجماهير، وتزرع بينهم روح المحبة والتعاون والتعارف. وأن الإعلام الرياضي بأقسامه، وتعدد مسمياته المقروء والمرئي والمسموع له دوره الريادي في التأثير على التعصب الجماهيري سلباً أو إيجاباً من خلال ما يقدمه من برامج رياضية متنوعة هادفة أو مقالات وتحليلات صحفية، ومتى خرجت هذه الوسائل في موضوعاتها عن الإطار الرياضي الهادف الجيد كان التعصب الجماهيري أكبر، وحماسهم أشد وأعظم، وذلك من خلال تحيز الإعلام الرياضي لبعض الفرق دون غيرها أو عن طريق النقد والتحليل غير الهادف، أو الاهتمام ببعض اللاعبين وإغفال الآخرين. وإذا كان الإعلام الرياضي هادفاً متوازنا في برامجه ومقالاته، صائبا في نقده وتحليلاته الرياضية، أو قريبا من الصواب كان له الأثر الطيب بامتصاص الضغوط النفسية لدى الجماهير التي ما جلبت - والله - معها إلا الأمراض والهموم والأحزان، وكانت سمة بارزة للجمهور غير الواعي، والتشجيع غير الحضاري. |
عبدالعزيز السلامة - أوثال |
|