Al Jazirah NewsPaper Friday  01/02/2008 G Issue 12909
الجمعة 24 محرم 1429   العدد  12909
السلطة الرابعة :
بعد ثاني ظهور له في art كمحلل تحكيمي.. ناصر الحمدان يؤكد:
في (40) دقيقة شرحت كيف نرتقي بالتحكيم لأمير الشباب

إعداد : سامي اليوسف

السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.

قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «الحكم الدولي السابق والمحلل التحكيمي فيart ناصر الحمدان» فماذا قال..

* ظهرت في برنامج (الراية الثالثة) عبر قنوات art سبورت في حلقتين، البعض يؤكد بأن ظهورك مؤقت لحين عودة المحلل الأساسي محمد فودة من التحليل لمباريات كأس إفريقيا.. هل هذا صحيح؟ وهل ارتضيت أن تكون المحلل (المؤقت)؟

- أعتز كثيرا بالاتصال الذي جاءني من الأخ وليد الفراج منذ فترة طالبا مني التعاون كمحلل لحرص القناة ولحاجتها لمحلل بجانب زميلي وأخي محمد فودة، ولتغطية هذا الكم الهائل من المباريات المحلية والخارجية التي تنقلها الشبكة.

ومع ذلك اتصلت بالأستاذ فودة وأخبرني بأن لديه فكرة كاملة عن الموضوع.

* ما هي الانطباعات التي وصلتك عن أول وثاني ظهور لك في البرنامج؟

- صدقني لم أتوقع على الإطلاق الكم والرقم الهائل من الاتصالات والرسائل التي وردت لجوالي عقب الحلقة الأولى، وجلها تبارك وتشيد بالأداء وطريقة الإقناع والاقتناع المستندة على فقرات قانون فيفا.

* يشرح المحلل التحكيمي أخطاء الحكام في المباريات دقيقة بدقيقة وكأنه يريد الحكم أشبه ب(الروبوت) أو الرجل الآلي في تطبيق القانون دون إتاحة الفرصة له لإبراز موهبته وإبداعه كحكم.. هل توافقني في هذا الرأي؟

- لا أعتقد ذلك بالمعنى الذي تقصده، ولكن يفترض بالمحلل أن ينتقي الحالات التي تزيد من ثقافة المشاهد أولا، ثم تحسين الأداء التحكيمي وتطوير الحكم بشكل لا يمس مشاعره ونفسيته.

* يعترف عبدالله الناصر رئيس لجنة الحكام بأخطاء الحكام في بعض المباريات، ويصمت عن البعض الآخر.. ألا يسبب ذلك ضغطا على الحكام أنفسهم وزعزعة لثقة الحكم في لجنته من جهة، وإثارة مسؤولي الأندية ضد التحكيم من جهة أخرى؟

- رغم الغموض والهدف من سؤالك.. إلا أن النقد للأخطاء يجب أن يكون شاملاً للحكام بلا استثناء، من أجل أن تعم الفائدة لهم جميعا، ومتى كان الاعتراف بالأخطاء من أجل الإصلاح ومن أجل التطوير، يفترض أن لا يضير ذلك أحدا من الحكام بل يجب أن يكون دافعا وحافزا لهم لتصحيحها وتلافيها حتى يتحسن الأداء التحكيمي للحكم ويتطور.

* هل نحن نعيش أزمة تحكيم حقيقية برأيك؟

- نعم، نحن نعيش أزمة تحكيم شئنا أم أبينا، وعندما نعترف بها يجب أن نسعى بقوة لعلاجها بحلول حقيقية، أقولها بصراحة نحن نحتاج إلى خارطة طريق من أجل التخلص من هذه الأزمة، والتي بكل أسف صنعناها بأيدينا.

* ماذا تقصد ب(صنعناها بأيدينا)..؟

- منذ عرفنا كرة القدم منذ عقود والتحكيم يدار بعقليات قديمة، والمشكلة أننا نعيش عصر التقنية وثورة المعلومات والقرية الكونية بفعل الفضاء والبث المباشر وما تزال هذه العقليات هي من تدير وتتحكم بمصير التحكيم، على الرغم من تقديري لها لأنها عاصرت وضع اللبنات الأساسية للتحكيم وساهمت بقوة في ذلك.

* ما الحل بوجهة نظرك؟

- يجب إعطاء الفرصة والمجال لجيل الشباب المتقد حماسا من حاملي البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ومنحهم الوقت والإمكانات ليقدموا الأفكار والتصورات لخلق جيل حديث من أبناء الوطن وهم ينتظرون ذلك بكل حماسة.

ونبدأ بالتمرد على الطريقة القديمة عند استقطاب حكام جدد، ونتجه مباشرة إلى المدارس المتوسطة بالمملكة، المنتشرة بالآلاف في الوطن، ونتحكم بالاختيار.. القوام، اللغة، الموهبة، اللباقة والأعمار من 15 إلى 18 سنة، نهتم بهم ونصقلهم وننمي لديهم أساسيات التحكيم.

وحين يصل عمره إلى 25 أو 26 سنة يكون قد حصل على الشارة الدولية، عندها نراهن على الكفاءة والموهبة وروح الشباب ومعه المستوى والنجاح ليديروا كل البطولات السعودية بأقل الأخطاء من خلال المتابعة الدقيقة والتوجيه الدائم، بل ونراهن على نجاحهم قاريا ودوليا.

* بماذا خرجت من المجال التحكيمي؟

- أخي سامي.. حين يعطيك رجل الرياضة الأول ووالد كل الرياضيين الأمير سلطان بن فهد ويفتح قلبه ويصغي إليك لأكثر من (40) دقيقة من وقته ومهامه مستمعا ومنصتا لآرائك وأطروحاتك من أجل الارتقاء بالتحكيم، ثم طلبه مني كتابة هذه الأفكار وتقديمها له شخصيا، وهو ما فعلت، فهذا وربي هو الفخر الشخصي لي بل يعتبر تأكيدا باسما ومشرفا لاحتواء رجل القيادة الرياضية الأول لكل أبنائه، والاستماع باهتمام وتقدير لكل آرائهم.

ثم لا أنسى التكريم الذي حظيت به من لدن سموه الكريم وهذا ليس بمستغرب عليه لأنه كريم وابن أب -يرحمه الله- كريم.

* أخيرا.. ما الرسالة التي توجهها لزملائك الحكام؟

- سأذكرهم بموقف حدث لي شخصيا في إحدى دورات الصداقة الدولية التي كان ينظمها النادي الأهلي في أبها، حيث جمعتني الصدفة بسمو الأمير محمد العبدالله الفيصل وكان برفقته صالح سليم رحمه الله رئيس نادي الأهلي المصري بين شوطي إحدى المباريات.

وأتذكر أن سموه قال لي: (إنه لم يبق لكم كحكام يا أخ ناصر سوى شرف مهنة التحكيم، ويجب أن تحافظوا على هذا الشعار حتى يبقى التحكيم بالقمة دائما)، وشاطره ضيفه الرأي.

ووعدت سموه بل وأقسمت له بأن ذلك ما سيحدث ليس مني فحسب بل من قبل جميع زملائي الحكام وأحسبهم كذلك.

وأنا هنا أناشد جميع الحكام بأن يبقى هذا الشعار هو العنوان الدائم لهم، ولأن الطريق عندها سيبقى معبدا ومشرقا لهم طوال مشوارهم بمشيئة الله.

* ماذا تقول لهؤلاء؟

- فلاج الشنار: هو مدرسة، بل أكاديمية في الإخلاص بالعمل والأخلاق النادرة واحترام الآخرين، أهنئك على هذه المساحة الواسعة من حب الجميع لك بلا استثناء.

- محمد فودة: أخ وزميل، صريح وجريء بآرائه وتحليلاته، أتمنى له التوفيق في البطولة الإفريقية.

- عبدالرحمن الزيد: نعم الأخ والزميل، يملك قلبا أبيض صافيا، وصادقا.. لك ودي.

- بطاقة الضيف:

الاسم: ناصر الحمدان.

العمر: 43 عاما.

الوظيفة: مكتب سمو وزير الداخلية.

الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لـ(4) أبناء.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد