Al Jazirah NewsPaper Friday  01/02/2008 G Issue 12909
الجمعة 24 محرم 1429   العدد  12909
لما هو آت
فئات من فئات خاصة...!
د. خيرية إبراهيم السقاف

حين انبثق الوعي بالفئات الخاصة في مجتمعنا لم يكن الأمر جديداً وإن نظر إليه على أنه شأن من شؤون المتغيرات الاجتماعية والتربوية الحديثة... فيما هو شأن إنساني إيماني لم يغفله نهج محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم منذ بدء التربية الإسلامية لأخلاق التعامل والتكاتف والتعاون... وبما هم عليه المسلمون في حياتهم...

ولعل الإشارات إلى ذلك بدأت ربانية مباشرة ب(عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يتذكر فتنفعه الذكرى)... ثم: (المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد)... وسجل المعاملات وتبادل الأدوار ومحكات الأجر والمثوبات... وضوابط القيود والحدود بين المسلمين تؤكد أن من حرم السلامة في أعضائه لا يحرم الأجر في صبره ورضائه من جهة وهو مكلف بما يستطيع ولا ينقصه الأجر عما لا يستطيع...

بمثل هذا فإن حق هذه الفئات التكافل معها الذي يهيئ لهم المعيشة اليسيرة فإن كانوا في عوز فمسؤولية المقتدر وتضمن كفالتهم الجهات المسؤولة بما هو عليه النظام في شأنهم: من حيث العلاج والإمداد المادي الذي يضمن لهم الأجهزة ويوفر لهم فرص التعليم بل العمل والإعانة على احتياجاتهم...

بمثل ما وجدنا عليه اهتمام ورعاية الدولة ضمن نظامها وتعاملها... وبمثل ما تقدمه الجمعيات المختصة بهم التي تضطلع بمهام كبيرة من أجلهم وفي مقدمتها جمعية الأطفال المعاقين إذ تذهب الجهود فيها لهذه الفئات بعدا تربويا وصحيا وتأهيليا وتعليميا بما يضمن لها الرعاية الفائقة تلك التي تقرها السجلات وتشهد لها الوقائع ويضطلع بها مسؤولون على مستوى القيادة... وقد انتشرت جهودها في أنحاء البلاد... وثمة رعاية رسمية لهذه الفئات نعلم أن وزارة الشؤون الاجتماعية تقوم بأدوار في شأنها... ووزارة التربية والتعليم ثم الجمعيات الخيرية جميعها إلى جانب أولئك الموسرين الذين يدعمون كل ما يتعلق بهذه الفئات... ثمة ما نما إلى علمي من قبل مختصات ومسؤولات في مجالهم ما تلقاه هذه الفئات من رعاية تصل إلى ضمان علاجهم وتوظيفهم ورفدهم ماديا بشكل سنوي...

ومع ذلك فإن هناك رسائل تردني تلح علي الكتابة في شأن حاجة هذه الفئات إلى دعم أوليائهم ليقتدروا على صيانة الأجهزة التي يستخدمها الأفراد منهم ممن هم في كنف آبائهم إذ يواجه هؤلاء الآباء رهقا كبيرا في هذا الأمر ماديا ومعنويا وتحديدا ممن لديهم أكثر من معاق في بيوتهم... وكما قال أحدهم: (ينشدون أن تتحقق لهم الإعانة التي تمتع بها المواطنون من غيرهم لمواجهة غلاء المعيشة)... لذا وفاء لمسؤولية القلم أرفع هذه المطالب للجهات المعنية... وإن كانت حالات فردية فهم القادرون بإذن الله على دعمها...

وفق الله الجميع.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد