سعدت مؤخراً بتلبيتي دعوة كريمة من إحدى المؤسسات الفاعلة في مجال العمل الخيري ببلادنا، وهي مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية، وذلك لحضور (الملتقى الإعلامي النسائي ودوره في العمل الخيري)، تحت شعار نحو شراكة اجتماعية بين الإعلام والعمل الخيري.
وقد شارك في هذا الملتقى الحيوي نخبة من أهل الخير والصلاح والفاعلية في مجتمعنا، سواء في المجال الإعلامي أو التطوعي، وقد كانت محاور اللقاء تدور حول العديد من النقاط الجوهرية التي تحاول إثراء العمل الخيري ودعمه عن طريق البرامج الإعلامية المتنوعة من مقروءة أو مكتوبة أو مسموعة أو مشاهدة.
وقد تناولت تلك المحاور: التحديات التي تواجه المرأة الإعلامية، وكيفية صناعة الإعلامية في ضوء قيم مجتمعنا المسلم، ودور الإعلاميات في خدمة العمل الخيري، ونقد الإنتاج الإعلامي النسائي، وسبل دعم مشروعات المرأة الإعلامية.
كما تخلل تلك المحاضرات المهمة وأوراق العمل الفاعلة، بعض (الندوات وورش العمل) الداعمة لهذا الملتقى الحيوي، من نقاشات وحوارات حول مشاريع تنهض بالمرأة السعودية الإعلامية، وكيفية إزالة المعوقات والاحباطات التي تعرقل المسيرة الإعلامية النسائية (الإيجابية) في بلادنا المسلمة.
ولعل أهم نقطة تناولها ذلك الملتقى الطيب، هي (كيفية تحقيق الشراكة الاجتماعية المثمرة بين المؤسسات الخيرية والمشاريع الإعلامية)، وذلك لأنه من منظوري بل من منظور كل حريص على العمل الخيري المدعوم بالأجر الأخروي، إن كل فكر إيجابي يظل محدوداً في إطار النوايا الحسنة والأمنيات المعنوية طالما هو حبيس الورق.
لذا فإن الواقع الفعلي يستوجب أن تنزل تلك الأفكار الموجبة من علياء التنظير إلى سعة التنفيذ العملي التطبيقي، لأننا بهذا نقضي حقاً على الفقر والبطالة والجريمة في مجتمعنا، وذلك (بالتعاون المثمر بين الدولة وجميع أثرياء مجتمعنا)، بل وكل أفراده القادرين رجالاً ونساءً.
كما أننا بهذا نستطيع أن نمسح دمعة اليتيم، وآهة الأرملة، ونؤدي حاجة المعوز أياً كانت حاجته، فنخلق مجتمعاً متواداً متعاطفاً يخلو من الأحقاد والنقمات.
وإن كان العمل الخيري يحاط باحباطات متعددة داخلية وخارجية، فهذا أدعى لعظم الثواب الإلهي والقبول عند الخلق، طالما صلحت النوايا.
* الأستاذ المشارك بجامعة الرياض للبنات