الثرثرة عادة سيئة، وصفة قبيحة، مزيج من الألفاظ والعبارات من القيل والقال ينثرها البعض في مجالسنا بكل اتجاه.. تلك الآفة خطيرة لأنها تنسي صاحبها قوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، والمسلم عليه أن يحفظ لسانه من الكلام المحرم والمكروه، وبلاشك من تعود لسانه على كثرة الكلام فسيدخل إلى باب الغيبة والنميمة والكذب دون أن يشعر، وسيشعل نيران المنازعات والفرقة إذا مارسها من ابتلي بالحسد.
وعندما تلتصق صفة الثرثرة بالمرأة فستخوض بلاشك فيما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها لن تستطيع أن تملك نفسها بعد مناسبة ما، فتتكلم بكل ما حدث، وقد تصف نساء إلى زوجها أو محارمها من الرجال، وقد نهى عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها) أخرجه البخاري.
وكثير من النساء لا ترضى أن تذكر محاسنها وتوصف لرجال، وتكون حديث المجالس، هذه مضارها في الدنيا، فكيف عندما نسمع أنها قد تحوي كلمة تهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب، فعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب) أخرجه مسلم، هذه كلمة واحدة، فكيف إذا كانت عدداً كثيراً من الكلمات السيئة يجر بعضها بعضاً تحرق الأعمال، وتكب في النار؟
وعليه ينبغي علينا أن نتجنب هذه الصفة حفظاً لأعمالنا التي ندخرها للآخرة، ونحذر من أصابته ليتدارك نفسه، وينتشلها من وحل الثرثرة.
* بريدة