Al Jazirah NewsPaper Friday  01/02/2008 G Issue 12909
الجمعة 24 محرم 1429   العدد  12909
الداعية عبدالله العبيلان ل«الجزيرة»:
تخصص الدعاة أمر حتمي وإلا تبعثرت جهودنا الدعوية

حائل - خاص ب«الجزيرة»

طالب فضيلة الشيخ عبدالله بن صالح العبيلان الداعية بمنطقة حائل بضرورة تخصص الدعاة في القضايا، حيث إن التخصص في زمن العولمة وتدفق المعارف صار أمراً حتمياً للدعاة، وإلا ضاعت الجهود.. مضيفاً أننا في عصر يواجه فيه المسلمون تحديات لم يواجهوها من قبل، حيث تعدد وتنوع الثقافات، وكثرة المعارف، وازدياد مظاهر الانحراف والفساد يوماً بعد يوم، بل زاد دعاة الفساد والإفساد أكثر من دعاة الصلاح والإصلاح، وكذلك زيادة وسائل وأساليب الفساد.

وتساءل الشيخ العبيلان قائلاً: كيف يمكن وقف مظاهر الفساد والإفساد، والاستفادة من جهود الدعاة والمصلحين؟! مجيباً: إن الله- تبارك وتعالى- أمر أن تنفر طائفة من المسلمين للتفقه في الدين، ليكونوا دعاة للإصلاح في صفوف المجتمع المسلم، قال تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}.

وقال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

فهذه الطائفة والأمة طلب منهم أن يتخصصوا في جانب العلم والدعوة. مشيراً إلى أن مقاصد الشريعة متنوعة، وعلومها متعددة، وفي المقابل فإن الفساد متنوع، وأنواعه وطرقه مختلفة. وهذا لا يمكن مواجهته إلا بالعلم بحقيقة أنواعه وطرقه، وهذا لا يمكن أن يجمعه أو يتقنه فرد أو أفراد. ومن ثم فإن تخصص الداعية في دراسات تعني بقضية من القضايا التي تواجه المجتمع المسلم أمر حتمي، وإلا تبعثرت الجهود، وقل نفعها مهما كثرت، وطال عليها الزمن، وفيه أيضاً حماية لجناب الشريعة.

وقال الشيخ العبيلان: إن بعض المذاهب الفكرية تلونت في صورها، وتنوعت في تبطيقاتها وتفشت في أوساط المسلمين، حتى ظن بعضهم أنها لا تعدو أن تكون تطبيقات رياضية، وتقنيات حياتية لا تتعارض مع ديننا، وثوابت عقيدتنا. وهذه المذاهب حديثة من وجه، وهي في الحقيقة قديمة من وجوه. فهي قديمة مستقاة من الوثنيات القديمة في شتى بقاع الأرض، والمذاهب الفلسفية والإلحادية على امتداد العصور. حديثة من حيث تطبيقاتها المتنوعة على الأجيال المعاصرة في أمتنا المسلمة، كما وأنها حديثة في طرائق عرضها، حيث دخلت على شكل استطبابات، ودورات مهارات الحياة، تحت شعارات براقة، أبرزها: الصحة، والسعادة، والنجاح، والإيجابية، والقدرات الخلاقة. ساعد على انتشارها كذلك أنها اتخذت لها مظلة من الدعوات التي ينادي بها العالم المتحضر، مثل: الاستشفاء البديل، والطب البديل، والطب التكاملي، والتناغم مع الطبيعة، واكتشاف الطاقة والقدرات، والرياضات الروحية، والتأمل، والتنويم، والاسترخاء، وتطبيقات الطب والرياضة الصينية واليابانية، مثل (الريكي)، و(التشي كونغ)، و(اليوجا)، و(التاي شي شوان) و(الماكروبيوتيك)، وغيرها. وما حقيقة هذه التطبيقات إلا ممارسة عملية لأصول هذا الفكر المستمد من معتقدات أديان الشرق في الهند، والصين، والتبت، من الهندوسية، والبوذية، والطاوية، والشنتوية، أو وثنيات الغرب القديمة، كالشامانية، والدرودية، والهونا، والويكا، وغيرها مما يعتمد كله على فلسفة (طاقة قوة الحياة). فمثل هذا لا يمكن معرفته على وجه التفصيل، ومن ثم تحذير المسلمين منه لا يكون إلا بالتخصص. وقد جاء في حديث رواه أبو سعيد الخدري مرفوعاً: (أقضاكم علي واقرؤكم أبي) رواه عبد بن حميد والدار قطني وغيرهما، وهو يدل على أن قدرات الناس تختلف ومن ثم فإن الأعمال المناطة بهم تكون على وفق قدراتهم وتخصصهم.

وقال الشيخ العبيلان في ختام حديثه: كذلك لا يمكن مواجهة الإرهاب بشتى صوره، إلا بمعرفة حقيقة الدعوات المعاصرة التي انبثق منها، والتي لا تنتمي إلى منهاج السلف الصالح، مسمى ولا عقيدة ولا منهاجاً، أو التي لبست عباءة الدين لتتوصل عن طرقه إلى أغراض لا علاقة لها بالدين. وعليه فإن التخصص في الدعوة من الواجبات المتحتمات، وإلا ضاعت الجهود والأوقات، وهذا لا يتم إلا بالعلم والدراسة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد