التوعية بالخطر المحدق خير من الندم عند وقوعه -لا قدر الله- وزمن السكوت على الخطأ وهو كالشمس في رابعة النهار ولى وراح، فالمكاشفة والمواجهة هي العلاج لمشكلاتنا وخصوصاً الاجتماعية ومن ذلك التحرش بالأطفال جنسياً والحديث عن هذا الموضوع قد يراه البعض حرجاً وربما لامني البعض أيضاً لتناوله في هذه الزاوية، والحقيقة إن التحرش الجنسي بالأطفال واقع وليس ظاهرة وهو بلا شك أمر موجود في أي مجتمع والتحرش الجنسي بالأطفال -حمى الله أطفالنا- له صور متغايرة تختلف فيها درجة التحرش من حالة إلى حالة!!
وهذا التحرش قد يأتي مع الأسف من القريبين وليس وقفاً على الغرباء فقط، فالسيئون سيئون سواء كانوا أقرباء أم غرباء بل إن الغرباء قد تحتاط منهم أم القريبون فأنى لك أن تحتاط منهم لذا من الأهمية عدم مجاملة السيئ ولو كان قريباً قرابة نسب أو قريباً قرابة المكان كالسائق أو الخادمة!!
لا يختلف اثنان أن الوقاية خير من العلاج وللوقاية من التحرش الجنسي بالأطفال أسباب منها: أن يكون لدى الأطفال دراية بذلك الخطر ولست أرى حرجاً في توعية الأطفال بذلك الخطر وأساليبه وبطرق رفض أي بادرة له وذلك بتلقائية وطريقة مناسبة فيعلم الطفل ما يسمح للآخرين لمسه من جسده وما لا يسمح لهم، وأن لديه أعضاء لا يسمح لأحد أن يراها غيره، وما هي العبارات التي يعرف بها المتحرش به جنسياً، وألا يستدرج إلى مكان خافٍ من الأعين لأن المتحرش جنسياً لا يمكن أن يفعل فعلته أمام الناس!!
ومن الأسباب المعينة: تربيتهم التربية الإسلامية وإشباع عواطفهم ومشاعرهم والحيلولة دون انعزالهم مع ذوي السلوك المنحرف ولو كانوا أقرب الأقربين وكذلك عدم ممارسة الوالدين أمام أطفالهم أي حركة جنسية أو حتى سماعهم عبارة منهما توحي بذلك، ومن الأهمية مراقبة سلوك الخدم والسائقين مع الأطفال وعدم السكوت عن أي تجاوز، وكذلك من الأهمية التفريق بين الأطفال في المضاجع ولو كانوا من جنس واحد، ومن الأهمية عدم مداعبة أعضاء الأطفال التناسلية وهم صغار من باب الضحك عليهم وهذه عادة سيئة يقع فيها بعض الآباء وربما الأمهات ولها أثر لا شك سلبي، ومن الأهمية عدم ترك الحبل على الغارب فمن الأهمية مراقبة الأطفال في ذهابهم وإيابهم وكذلك عدم السماح لهم بالخروج في أوقات متأخرة ونحوها، ومن الضروري معرفة مصدر أي هدية تصل إليه!!
التحرش الجنسي بالأطفال كما ذكرت واقع وله آثار نفسية وجسدية خطيرة ومؤثرة فعلى الآباء والأمهات أخذ الحيطة والحذر من وقوع أطفالهم ضحية متحرشٍ جنسي قذر، كما أن عليهم قبل كل شيء وبعده سؤال الله جل وعلا أن يحفظ أطفالهم من شر كل ذي شر كائناً من كان، وأن يحفظوا هم أنفسهم من خلال فعلهم لأوامر الله وانتهائهم عن نواهيه لأن من فعل ذلك حفظه الله في نفسه وذريته!!!
amaljardan@gmail.com