الجزيرة- خاص
أجمع عدد من مديري فروع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في مناطق المملكة على الرسالة التي أوصلتها الوزارة من خلال تنظيم معارض (كن داعياً) في علاج قضايا الإرهاب، والغلو، والتطرف، واستقطاب الناشئة والشباب من البنين والبنات للاطلاع على محتويات المعرض وما ضمه من أجنحة أسهمت في توعية الجميع، وتحذيرهم من مخاطر الأفكار المنحرفة والمتطرفة وإيضاح فسادها، والرد على الشبه التي تثيرها وتفنيدها، وبيان مخالفتها لشرع الله، وأحكام الدين الإسلامي الحنيف القائم على الوسطية والاعتدال، جاء ذلك في إجاباتهم حول التساؤل الذي طرحته (الجزيرة) عن كيفية إسهام المعارض الدعوية في مكافحة الإرهاب والغلو والتطرف.
نماذج مختارة
في البداية، يؤكد المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالرحمن بن سعيد الحازمي أن المعارض الدعوية تعالج قضايا الإرهاب والغلو والتطرف من خلال توسيع آفاق الشباب المتحمسين للدعوة إلى الله، وتوسيع مجالات الدعوة، ومظاهرها المتنوعة، كالقدوة الحسنة، ولين الجانب، والرفق، مما يمتص ظاهرة الاندفاع لديهم بحجة الدعوة، وتغيير المنكر.
وأبان أن تخصيص أجنحة في المعارض الدعوية، وإقامة محاضرات وندوات وحوارات، والاستعانة بمن انجرفوا خلف التيار التكفيري ثم عادوا إلى الله، فإنهم سيكونون أكثر تأثيراً في الشباب المتحمس، وغيرهم من العامة شريطة أن تكون نماذج مختارة بعناية لديهم حسن العرض، والقناعة، والتأثير في الآخرين.
تحصين الشباب المسلم
أما المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة المدينة المنورة الدكتور محمد الأمين بن خطري الطالب، فقد أكد أن دعوة الشباب المسلم للتبصر بالعقيدة الإسلامية ومعرفة مسائلها وفق ما جاء عن سلف الأمة تعد من أهم الركائز التي تحصن الشباب المسلم من فكر الغلو والتطرف، ولقد أسهمت معارض الدعوة في حث الشباب على التعرف على العقيدة السلفية التي تحصنهم من اعتناق كل فكر منحرف، ولقد حصل ما رامه المسؤولون من تحصين الشباب وحفظ قلوبهم وأذهانهم من العقائد المنحرفة، وذلك من خلال ما قامت به معارض الدعوة من توزيع للأشرطة والكتب والمطويات النافعة وإقامة للمحاضرات والندوات والدروس في هذا المجال.
التجاوب الكبير
من جانبه أكد المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة الرياض الشيخ عبدالله بن مفلح الحامد أن معارض (كن داعياً) أسهم في علاج قضايا الإرهاب والغلو والتطرف، وذلك بفضل تضافر الجهود من كافة الجهات المعنية في هذا الوطن الغالي، والتجاوب الكبير لما تمخضت عنه نتائج هذه المعارض في كافة المناطق التي عقد فيها حتى الآن، فلقد بدا للجميع انحصار بؤر الإرهاب في كافة أرجاء المملكة، وارتفع الوعي والحس الديني لدى الجميع بالتجاوب الكبير من كافة أفراد المجتمع للبعد عن الغلو والتطرف حفظنا الله جميعا من ذلك، وجمع قلوبنا على التمسك بعقيدتنا الصحيحة.
مطبوعات متنوعة
وأبان المدير العام لفرع الوزارة بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالله بن محمد اللحيدان: لقد رأينا ولله الحمد والمنة أن المعارض قد أدت دوراً كبيراً في هذا الجانب المهم من التوعية بمخاطر هذا الفكر الغالي والمنهج الخارجي والتحذير منه وتعرية مناهجه ومن وراءه بعدّة وسائل رأيناها من نشر فتاوى العلماء المتعلقة بذلك ومن عمل المطبوعات الجدارية (البوسترات) المبينة لآثار جرائم هذه الفئة الباغية ومن عمل النشرات والمحاضرات بل والأناشيد والبرامج التلفزيونية والمسابقات على الأشرطة والكتيبات وكثيرة تلك الوسائل التي بذلت وبفضل الله كان لها نتاج على الجودة، وقد أعطي هذا الأمر الأولوية القصوى فيما يقام من معارض من جميع المشاركين وأن تجعل له أركان خاصة تبين من خلالها الجهات المشاركة ما قامت به في هذا الجانب وتطرح جهدها وتثري المعرض بوسائل تفيد في ذلك.
تسابق وسائل الإعلام
وأكد المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة القصيم الدكتور علي بن محمد العجلان أن للمعارض أهمية في نشر الدعوة إلى الله وتعريف الناس بدين الله تعالى وتنشيطهم على فعل الخير واجتناب الموبقات ولا سيما في هذه الأزمنة التي تتطلب معرفة وسائل الدعوة إلى الله في ظل تسابق وسائل الإعلام المختلفة من فضائيات وغيرها على جذب عقول المشاهدين والقراء والتأثير على عقولهم وأخلاقهم، وفي مثل هذه الظروف تأتي أهمية إقامة هذه المعارض المتخصصة لإتاحة الفرصة للدعاة والموجهين والمربين وطلبة العلم للاطلاع على وسائل الدعوة المتنوعة بمختلف أشكالها وأنواعها التي ازدادت تطورا وتقدما مع مرور الزمن ليأخذوا ما يناسبهم من هذه الوسائل وتوظيفها في الدعوة إلى الله وتبليغ هذا الدين وبيان سماحته ووسطيته وعدله والوقوف في وجه التيارات المنحرفة التي تحمل فكر التطرف والغلو، والتحذير منها، وبيان فسادها والرد على الشبه التي تثيرها وتفنيدها، وبيان مجاوزتها للحق.
وقال: إن من مقاصد إقامة هذه المعارض بيان أهمية الوسائل في تحقيق المقاصد الشرعية نحو عبودية الله تعالى ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، والدور التوجيهي الذي تؤديه هذه الوسائل في بناء الفكر الصحيح ومكافحة الإرهاب والفكر المنحرف وذلك من خلال بعدين اثنين، أولهما: البعد الوقائي من خلال تحذير المسلمين من الأفكار المنحرفة وكشفها وبيان العقيدة الصحيحة والصراط المستقيم المبني على الوسطية والاعتدال والسماحة واليسر واحترام الآخرين، وثانيهما: البعد العلاجي فهو يأتي من ناحية مناقشة من تأثروا بهذ الفكر المنحرف وانخرطوا في أتونه وتصحيح المفاهيم الخاطئة عندهم ومحاورتهم وإزالة الغبش الذي عندهم والذي بسببه تأثروا بهذا الفكر.
محاربة الفكر المنحرف
من جهته، عبر المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة عسير الدكتور عبدالله بن محمد بن حميد عن اعتزازه بأن تتضمن هذه المعارض الدعوية أكمل السبل والوسائل الحسية والمعنوية في علاج قضايا الإرهاب والغلو والتطرف والتحذير من الفكر المنحرف الذي تورط فيه للأسف الشديد عدد من الشباب ضعيفي الإيمان ممن تم التغرير بهم وغسل أدمغتهم من قبل من لا أخلاق له ولا عقل ولا دين منظري الفكر التكفيري مما أوقع أولئك الشباب المندفع في جرائم التكفير والتفجيرات في بلد التوحيد ومعقل الإيمان.
ودعا كل من تصدر للخطابة والدعوة إلى الله تعالى أن يكثف جهوده في شرح سماحة الإسلام ووسطيته والتحذير من الإرهاب والغلو والتطرف والتعاون مع القائمين على المعارض الدعوية في استقطاب الشباب والتأثير فيهم للحفاظ على المنهج الوسطي في الدعوة والحفاظ على أمن هذه البلاد المقدسة ووحدتها ورغد عيشها والالتفاف حول ولاة الأمور فيها ومحاربة الفكر المنحرف سواء كان متطرفا، أو فكرا متحللاً من قيم الإسلام.
بث الوعي
أما المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة الجوف الشيخ علي بن سالم العبدلي فقال: إن الأعمال الدعوية التي تنفذها الوزارة ومنها معارض (كن داعياً) ضمن برنامجها لبث الوعي ضد الغلو والإرهاب والتطرف لهي أفضل الوسائل في آليات مواجهة الإرهاب كون هذه المعارض تعتني بإلقاء المحاضرات وتنظيم اللقاءات والندوات في جميع مناطق المملكة وطرح العديد من الكتب التوعوية في بيان قضايا الغلو والتطرف ومن خلال تلك المعارض تم إصدار وتوزيع عدد كبير من المطويات والنشرات والمجلات بكميات كبيرة تتناول ظاهرة الإرهاب من جميع الجوانب كما ركزت تلك المعارض على الاستفادة من التقنيات المعلوماتية وتقنيات الاتصال في بيان موقف الإسلام من تلك القضايا. إلا أن الأمر يحتاج إلى المزيد والتوسع في تنظيم المحاضرات والندوات واللقاءات التي تجمع بين العلماء والدعاة والشباب في حوارات مفتوحة للإجابة على جميع الاستفسارات ودفع الشبهة.