بين (قيمة الإنسان) و(قيمة المال) علاقة، ربام تعلمناها بشكل أقره من أقره وأنكره من أنكره، حينما كان يقال لنا: (إن قيمة الإنسان تساوي قيمة ما بجيبه). تلك المعادلة كانت تداعب مسامعنا وتستحثنا على الإيمان ولو بجزء منها ما قاد الكثيرين إلى الانخراط فيها والاعتقاد التام بكافة جوانبها متناسين أنهم بهذا الاعتقاد قرنوا قيمتهم بقيمة مالهم فكان اعترافاً بانعدام قيمة الذات إذا زال المال، وربما كانت تلك المعادلة والاعتقاد بها سبباً يضاف إلى أسباب الغلاء الذي طال كل شيء على حساب (الإنسان) وقيمته بعيداً عما يدعيه المستفيدون من أسباب مبررة وغير مبررة.
إن أزمة (الغلاء) التي نمر بها ونتكبد مشاقها تضعنا أمام قاعدة أخرى هي القاعدة (الصحيحة) ولزاماً علينا إيصالها لأجيالنا وهي: أن العلاقة بين (قيمة الإنسان) و(قيمة المال) علاقة عكسية (كلما زادت قيمة أحدهما قلّت قيمة الآخر) وكم هان الإنسان حين خضع لسلطان المال.
نحن نرتضي للتاجر الربح (المشروع) فهو باب رزقه، لكن هل يرتضي لنفسه بالربح (الجائر) حرق (قيمة الإنسان) ب(قيمة المال)؟
almdwah@hotmail.com