الشريعة الإسلامية منحت المرأة حقوقاً لم تمنحها اياها أي من الدساتير البشرية أو القوانين الوضعية.. وعندما تغتال بعض من حقوق المرأة الشرعية بحجة العادات والتقاليد فمن إقامة ميزان العدل والإحسان منحها هذه الحقوق.. ولكن عندما يتم التوسع في منح ما يزعم أنه حق لها بشكل يتجاوز العقل والمنطق والعرف فضلاً عن الضوابط الشرعية فهنا لا بد من وقفة للتنبيه والتذكير.
قبل أيام نشرت إحدى الصحف خبراً عن إقامة مباراة نسائية بكرة القدم في المنطقة الشرقية بين طالبات إحدى الجامعات وطالبات إحدى الكليات ولاستباق الاستنكار لمثل هذه المباراة ذكرت التفاصيل أن المباراة جرت في مكان مغلق وجمهور نسائي واللاعبات التزمن اللباس الشرعي الساتر.. حتى لو كان لباساً يجسم تضاريس اللاعبة حسب الوصف المذكور بالخبر!.
سبق لي الكتابة أن هناك فرقاً بين رياضة عفوية وطبيعية تستطيع المرأة ممارستها في بيتها أو أماكن نسائية خاصة أو أماكن خلوية وبين ألعاب رياضية ممنهجة.
هذا اللقاء وما قد يليه من لقاءات كروية تم تسويغه لأن الهدف منه منح الفرصة للنساء والفتيات للمحافظة على صحتهن ورشاقتهن!. وهذه مسوغات ومبررات يعلم المتابع أنها غير واقعية؛ فكرة القدم على مستوى الأندية الرياضية لا يمارسها إلا بضعة آلاف من اللاعبين ويبقى الملايين مجرد متفرجين.
الطريف أن المباراة انتهت بفوز أحد الفريقين (4-3) بركلات الترجيح عقب نهاية الوقت الأصلي بالتعادل 2-2 وهذه في العرف الكروي نتيجة مضحكة لأنها تعني إهدار سبع ركلات ترجيح من عشر ركلات إن لم تكن أكثر.. أي أنهن لا يفرقن بين الكرة و(البطيخة).
هذه المباراة قد تكون خطوة أولى لها ما بعدها.. فغداً دورة ودية داخلية! بين عدة فرق نسائية.. وبعدها نسمع عن تكوين فريق ليلعب مباراة ودية مع المنتخب النسائي للدولة المجاورة بحضور حريمي فقط! وتحت المظلة الشرعية كما هي المزاعم المعتادة.. وتتوالى الخطوات ويتم التبرير وهكذا.. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}.
كرة الريوس!
من أكثر الانطباعات السلبية التي لاحظتها في أداء الفريق الأزرق كثرة إعادة الكرة للخلف وتناقلها بين المدافعين وبأسلوب بعيد عن الثقة وهو ناتج عن عدم القدرة على تصريف الكرة بشكل إيجابي.. ومدافعو الهلال هم أكثر من يحرج حارسهم بكثرة إعادة الكرة إليه ليشتتها بأي طريقة وبأي اتجاه هذا إذا لم تقطع منه الكرة أو يتعرض للإصابة كما حدث في الموسم قبل الماضي.
وهذا نتيجة الانكماش والتحفظ المبالغ به الذي يلعب به الفريق حتى كاد يفقد نتيجة مباراته الأخيرة مع نجران رغم أنه لعب ساعة كاملة بعشرة لاعبين.. ومن يفقه أبجديات الكرة كان يتوقع بعد الطرد أن يدفع كوزمين بالشلهوب بديلاً للخثران (أحد ثلاثة محاور) ليتمكن من حسم اللقاء مبكراً ويضمن النتيجة ويربح أفراد الفريق.
ولكن تأخر التغيير فظل الفريق مهدداً بفقد النتيجة إلى ما قبل نهاية المباراة بعشر دقائق!.. والعجيب أن مدير الكرة يقول نحن لا نبحث عن المستوى فالأهم النقاط الثلاث.. ويفهم من هذا أن من يقدم مستوى متميزاً وألعاباً جيدة سيفقد النقاط.
وإذا تكون كريهة أدعى لها
عندما تصدر الآراء المتعصبة من مطبوعات أو صحف هامشية محدودة الانتشار عرفت بتطرفها الكروي فالشيء من معدنه لا يستغرب.. وهذا لا يستحق النظر له أو الرد عليه لأن هؤلاء الناس لا جدوى منهم ولا أمل فيهم.
ولكن عندما يتبنى الآراء المتعصبة برنامج مشهور أو مذيع له اسمه وثقله فهنا لا بد من وقفة.. وعندما يسأل بتال كابتن المنتخب المعتزل سامي الجابر عن كونه سنتر الكرة ثمانية مرات أمام ألمانيا في كأس العالم فبتال يتبنى آراء حمقى وهو يعلم هو يقيناً أنه اتهام غير منطقي.. فهذه كرة قدم جماعية وليست كرة تنس طاولة حتى يحمل لاعب واحد نتيجة مباراة.
ولتوضيح تفاهة مثل هذه الآراء وتخبط قائليها.. فعندما سجل سامي هدفاً مونديالياً ثميناً في مسابقة كأس العالم قالوا إنه نتاج الجهد الجماعي للفريق.. وهؤلاء هم من حمله نتيجة الثمانية ولم يقولوا يتحلمها الفريق بكامل لاعبيه ومنهم رضا تكر ونور وغيرهم.. فهذا ديدنهم في حالة الكسب يقولون فاز الفريق وإذا خسر بحثوا عن سامي!.. وكما قال الشاعر:
وإذا تكون كريهة أدعى لها
وإذ يحاس الحيس يدعى جندب
وهذه الآراء الصفراوية قد تحدث ردة فعل لدى الطرف الآخر والذي أثبت أنه الأكثر عقلانية واتزاناً واعتدالاً.. فما الذي يمنع أن يأتي أحد فيقول وماجد سنتر سبع مرات أمام (منتخب ألمانيا للهواة) في دورة لوس أنجلوس الأولمبية!.. وسنتر ست مرات أمام منتخب نيوزيلندا المغمور في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1982م ويتحدث عن عميد السنترة!! فلا تفتحوا أبواباً مغلقة وتدفعوا الجماهير لتبني آراء متطرفة.
بورصة اللاعبين
يضفي البعض على السقف المرتفع لأسعار اللاعبين السعوديين مظهراً طوباوياً.. فهذا وكيل اللاعبين محمد عبدالجواد يقول منصور البلوي له أفضال على اللاعبين وعوائلهم وأنه فتح أمامهم أبواب الملايين برفعه لسقف الأسعار.
وهذا كلام غير واقعي فمع التقدير للأستاذ البلوي فهو أفاد القلة من اللاعبين وألحق الضرر بالكثرة الكاثرة منهم بسبب المبالغة والمزايدة على أسعار اللاعبين ورفعها لأرقام فلكية.. فصنع طبقتين من اللاعبين طبقة مليونية وهم القلة وطبقة ذات دخل محدود وهم الأكثرية.
فالنادي يضطر الآن إلى التجديد مع مدافع أو لاعب محور بثمانية ملايين أو ستة ملايين ريال ويدفع ضعف هذا المبلغ إذا كان اللاعب ينتمي لناد آخر.. وهو مبلغ كان بالإمكان توزيعه على خمسة أو ستة لاعبين.. ويكفي أن نعرف أن نادياً طلب استعارة ظهير لموسم واحد بثلاثة ملايين ريال ولم يوافق ناديه وطلب مبلغاً أكبر وبقي اللاعب في ناديه على غير رغبته.. مع أن هذا المبلغ قبل أعوام كان كافياً لنقل أفضل اللاعبين نقلاً نهائياً وليس فقط استعارة.. والآن المليون والمليونين فقدت قيمتها في سوق اللاعبين المميزين.
وأعجبني رأي أحد الصحفيين (غاب عني اسمه).. عندما قال لا بد أن نتباهى بالأسعار المرتفعة للاعب السعودي عندما نسوقه للخارج بهذا السعر الباهظ وتتنافس عليه الأندية الخارجية وليس في المزايدة بيننا ورفع الأسعار محلياً وفيما بين أنديتنا!..
على كل حال التكلفة المبالغ بها قلصت انسيابية اللاعبين بين الأندية وحصرت الفائدة بعدد محدود.. وأعتقد أن على لجنة الاحتراف البحث عن حلول لكبح الأسعار المرتفعة.
ضربات حرة
* المادة السادسة من لائحة الاحتراف تنص على إسقاط اللاعب لمصلحة النادي بعد خمسة أيام من تسديد المبالغ.. لذا فالهلال يطالب بالإسقاط مقابل التسديد.. أو التأجيل مقابل التأجيل.
* رئيس الوحدة جمال التونسي يطالب بتسديد كامل المبلغ فوراً مع بقاء اللاعب في كشوفات ناديه لثمانية أشهر وقد يرسله للهلال مصاباً.. ترى لو كان الأمر عكسياً هل سيقبل التونسي ما يطالب به الآن؟
* تعليق الرقم تسعة أجزم أنه مرفوض من قبل الهلاليين قاطبة وهي حركة دخيلة على الثقافة الهلالية الكروية التي ترفض منح الفرد هالة فيها من المبالغة ما فيها.
* الملفت في رأي الأمير محمد العبدالله الفيصل في أفضلية سامي أنه لم يكن منطلقاً من عاطفة أو رأي جزافي.. بل سوغ هذا الرأي بنظرة فنية ثاقبة عندما ذكر أن سامي يخدم الفريق وليس العكس.
* على إدارة الهلال بعث خطاب لقناة art ومساءلتها عن ما يفعله مخرجوها.. وأعتقد أن على الهلال إسناد نقل مناسباته القادمة إلى إحدى القنوات الخليجية الأفضل من كل النواحي خصوصاً أنها قنوات مفتوحة وهذا له مردود إعلامي.
* أحدهم فسر ما حصل من تهميش للحضور الجماهيري أن المخرج العبقري انشغل في استعراض (خشم) السير فيرجسون.
* في دول الخليج يلونون الكراسي لإيهام المشاهد بالحضور الجماهيري ويبدعون في المؤثرات الصوتية.. وعندنا إبداع المخرجين يتحكم به الميول فيظهر الإبداع في مباراة ويختفي في أخرى ولو غص الملعب بستين ألف متفرج.
* إسناد مباراة الهلال والنصر لحكم أجنبي سيقطع الفرصة على من يستغل اللقاء لشحن الجماهير وتسخين الأجواء وإثارة التوترات وممارسة الضغوط على الحكم المحلي.
* من أبسط حقوق نجوم المنتخب تأجيل مباراة الهلال والنصر ولو ليوم أو يومين.. ومنحهم الفرصة للمشاركة بارتياح بعيداً عن الضغوط النفسية والبدنية عليهم.
* عندما (ينهش) لاعب كتف لاعب آخر يتبادر للذهن أكلة لحوم البشر!
* رئيس نجران غير مقتنع بفوز الهلال بسبب الطرد رغم الخشونة المتعمدة.. وعندما فاز فريق نجران في مباراة الدور الأول بهدف تسلل بإجماع المحللين لم يخرج مسؤول هلالي ليشكك بفوز نجران.
* في مباراة أولمبي الهلال والاتفاق أظهر رجل الخط شجاعة ليست في محلها عندما احتسب ضربة جزاء على الهلال نتيجة خطأ وقع خارج المنطقة.
* كالعادة معظم الصحف عتمت على هذه الجزائية الغريبة لأنها على الهلال.
* بعض الكتاب الأهلاويين إذا تحدثوا عن أخطاء تحكيمية حدثت ضد الأهلي من فرق أخرى أقحموا الهلال في حديثهم كما فعل خالد قاضي وهو مسؤول في إحدى الصحف!.. فهل كل هذا رعب من اقتحام الحِمَى الأصفر.
* البعض يتحدث عن (نصر بلنتي) مع أن النصر لا ذنب له ولا يمكنه رفض ضربة جزاء يحتسبها له الحكم ولو كانت غير صحيحة أو مشكوك بها.
* على عكس ما قاله الأستاذ طلال الحمود المسؤول في موقع (العربية نت) فلم أشاهد موقعاً في عالم النت يسيء للسعوديين والمجتمع السعودي كما يفعل هذا الموقع.
* (المان يونايتد) كسب توتنهام بالثلاثة وهذا يعني أنه استفاد من التجربة الهلالية والدرس القاسي الذي تلقاه هنا.