الغيث العميم هو أصدق وصف للقرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين أمس الأول لدعم المواطنين في مواجهة التضخم وتزايد تكاليف المعيشة, القرارات التي يلاحظ المتابع أنها جاءت متوافقة مع المنهج الاقتصادي الذي يحقق توازن الأسواق والمحافظة على النمو المتواصل الذي يشهده الاقتصاد السعودي... كما أنها لم تقتصر على رؤية الدخل النقدي والاستسلام للطرح العاطفي الذي قد يجنيه المواطن شعوراً وقتياً ثم يصحو فلا يجد أن شيئاً قد تغير سوى الأرقام وخانات الأصفار!! حزمة القرارات التي طرحت كانت تتنوع وتتكامل لتزيد من الدخل الحقيقي للفرد دون أي ضغوط تضخمية قد تصيب الاقتصاد وتضر بمسيرته. ولعلي هنا أضرب المثل بقرارين أثلجتا صدور المتابعين وهما التعجيل بإصدار نظام التأمين الطبي والرهن العقاري.. فهذان النظامان كفيلان بالمساهمة بنسبة كبيرة في رفع الدخل الحقيقي للمواطن وسأضرب مثالين على ذلك.
نظام التأمين الصحي سيساهم في صيانة دخل المواطن بتأمين صحته وادخار الأموال التي قد يجد نفسه مضطراً إلى إنفاقها بسبب عوارض المرض التي قد تطول أحياناً وقد تكون مكلفة.
ولذا فإن هذه الأموال ستتوجه إلى مصارف أخرى يختارها المواطن فتزيد من رفاهيته ودخله الحقيقي.
أما الرهن العقاري فلا أوضح من أن نصفه بالسبيل الذي سيؤمن مسكن العمر للمواطنين حيث إن غياب هذا النظام يضطر المواطن إلى صرف المبالغ الطائلة التي تتبخر دون فائدة فيظل مستاجراً طوال حياته وليس مالكاً للسكن الذي يؤيه وأبناءه... وهذا النظام ولا شك سيساعده على رسملة إيجاراته وأيضاً رفع مستوى معيشته مع الزمن.
أخيراً الأمر الذي لا يمكن تجاهله أن القرارات التي أصدرها مجلس الوزراء لم تكن تستهدف جانباً على حساب آخر وإنما جاءت لترفع الدخل الحقيقي للمواطن وكذلك وعيه وتضبط أداء الأسواق بما يضمن عدالة الأسعار ويشجع شفافية التجار لتستمر عجلة الاقتصاد السعودي في نمو لا يتوقف...