كتب - طارق العبودي
قادت جماهير الهلال الكثيفة في نجران فريقها إلى انتزاع فوز ثمين على نجران صاحب الأرض بهدفين نظيفين حملا توقيع عبدالله الزوري وياسر القحطاني في المباراة الدورية التي جمعت الفريقين عصر أمس في ملاعب نادي الأخدود في نجران، ليحافظ الفريق الأزرق على مركز الوصافة وعلى حظوظه القوية في المنافسة على اللقب بعد أن رفع رصيده إلى 35 نقطة مع أفضلية مباراتين مؤجلتين، في الوقت الذي بات خطر الهبوط محيطاً بنجران الذي تجمد رصيده عند 10 نقاط أبقته في المركز العاشر.
قدم الفريقان مباراة جيدة جداً كانت عامرة بالندية والإثارة والهجمات والحماس الذي زاد في بعض الأحيان عن حده من جانب نجران وتسبب في خروج اللاعب علي الصقور مطروداً بالبطاقة الحمراء بعد مرور نصف ساعة فقط إثر تعمده المخاشنة مع ياسر القحطاني.
المباراة
اعتمد مدربا الفريقين تودوروف (نجران) وأولاريو (الهلال) منذ البداية طريقة لعب متشابهة 4-4-2 (نظرياً) لكنها تختلف (عملياً)، إذ أن نجران كان يركز كثيراً على تأمين دفاعاته بتراجع لاعبي الوسط والاكتفاء بالحسن اليامي وحيداً في المقدمة، في حين كان ثنائي الهجوم الهلالي ياسر وليلو يجدان مساندة مستمرة من الزوري والتايب من اليسار والغامدي ونامي من اليمين، حيث كان الهلال يركز كثيرا على الغزو من الأطراف.
بداية المباراة كانت قوية وسريعة من الجانب الهلالي بانطلاقتين هجوميتين انتهت إحداهما بهدف مبكر قبل أن يأخذ اللاعبون أماكنهم.
* هدف هلالي مبكر
قبل أن تكتمل الدقيقة الثانية ومن هجمة هلالية منسقة مرر طارق التايب كرة ولا أروع للظهير الأيسر المنطلق عبدالله الزوري الذي تجاوز المدافع ولعبها سريعة من زاوية ضيقة لحظة خروج الحارس محرزاً هدفاً لفريقه رغم المحاولات الجادة للمدافع النجراني لإيقاف الكرة قبل دخولها.
هذا الهدف وإن كان قد منح الهلاليين دفعة قوية إلا أنه لم يحرك ساكناً (فنياً) لدى لاعبي نجران الذين واصلوا -وبإيعاز من مدربهم- تحفظهم الدفاعي والاعتماد على الهجمات المرتدة ومحاولة التسديد من بعيد تارة أو محاولة استغلال الثقة الزائدة والأخطاء الفردية التي ارتكبها مدافعو الهلال وخصوصاً فيما يتعلق بتناقل الكرات فيما بينهم.
ونتيجة لذلك طغى الحماس كثيرا وظهرت الانفعالات والعصبية وخصوصاً من جانب لاعبي نجران الذين تفاعلوا مع دكة البدلاء الخاصة بفريقهم!!.
وتواصلت المحاولات الهلالية لتعزيز الهدف المبكر بآخر ومرر طارق التايب كرة ماكرة وضعت عمر الغامدي في مواجهة مباشرة مع الحارس جابر العامري لكن تأخره في التسديد مكن الدفاع النجراني من إبطال مفعول الكرة في اللحظة الأخيرة (ق 15).
وهدأ اللعب قليلاً لكن الحماس لم يهدأ وخصوصاً من جانب نجران مع وجود بعض الأخطاء الدفاعية الهلالية في تمرير ونقل الكرات.
واضطر مدرب نجران تودوروف بعد مرور 25 دقيقة إلى إجراء تبديل فني يعد مبكراً نوعاً ما بإدخال أحمد جهوي بدلاً عن عبدالله حيدر وذلك في محاولة لسد الثغرة في الجهة اليسرى من دفاعاته.
هذا التبديل استقبله مهاجم الهلال ليلو بإضاعة هدف محقق برأسه حينما استقبل كرة ياسر القحطاني قبل أن يطوح بها عالية.
* رعونة وخشونة الصقور تبعده عن المباراة
ومع تواصل الضغط والمحاولات الهلالية ارتفعت حدة الحماس والعصبية لدى لاعبي نجران وكثرت أخطاؤهم ومخاشناتهم والتي كان أبرزها ذلك الدخول العنيف والغريب من علي مهدي الصقور على أقدام ياسر القحطاني (ق 29) رغم أن الهجمة لم تكن بتلك الخطورة، حيث لم يجد مطرف القحطاني أمامها من حل منطقي سوى طرد اللاعب الذي أحرج فريقه كثيراً قبل ربع ساعة من انتهاء الحصة الأولى.
ومضت بقية دقائق الشوط كما كانت عليه محاولات هلالية وتحفظ دفاعي من نجران وسط حماس وعصبية وانفعالات واعتراضات إلى أن أعلنت صافرة الحكم نهاية الحصة الأولى بتقدم الهلال بهدف وحيد.
* الشوط الثاني
استهله الهلال بنشاط كبير وهجمات مبكرة ومتواصلة رغم التبديل الاضطراري الذي أجراه المدرب بإدخال خالد العنقري بدلاً من نامي (المصاب).
وكانت الدقائق الخمس الأولى قد شهدت هجمتين هلاليتين خطيرتين أضاع الخثران إحداهما حين سدد من وضع مواجه للمرمى كرة أتته من التايب لكنها اعتلت العارضة، فيما أضاع ليلو الثانية بتسديده العنيف.
وقد كان واضحاً حرص الهلاليين وعزمهم الأكيد على المحافظة على التقدم بل وتعزيز الهدف بآخر رغم أن نجران كان كما ظهر عليه في الحصة الأولى من حيث الانكماش الدفاعي المدعوم بالحماس.
وكاد القحطاني (ق 20) يعزز التقدم الأزرق حينما تلقى كرة رائعة من الخثران لكنه لم يتمكن منها جيدا فحولها إلى ضربة مرمى.
ومع مرور الوقت زاد نشاط الفريقين فالهلال يسعى للتعزيز ونجران يبحث عن التعديل فتحولت المباراة إلى هجوم غير مركز وإن كانت بعض الهجمات قد شكلت شيئاً من الخطورة على المرميين.
وأجرى المدربان عدداً من التبديلات الفنية مع تواصل المحاولات للطرفين والتي كان أخطرها وأكثرها جدية من الجانب الهلالي الذي سجل هدفاً ثانياً بإمضاء عمر الغامدي، لكن راية الحكم المساعد لم تحتسبه لوجوده متسللاً.
* بصمة ياسر تعزز تقدم الهلال
وقبل النهاية بـ 10 دقائق أبى نجم آسيا الأول ياسر القحطاني إلا أن يضع له بصمته في المباراة فسجل الهدف الثاني لفريقه برأسية جميلة بعد جملة فنية رسمها لاعبو الهلال، حين تناقلوا الكرة بينهم قبل أن تصل للشلهوب الذي قدمها على طبق من ذهب لزميله ياسر الذي بدوره حولها برأسه رغم أنه كان ساقطاً على الأرض إلى داخل الشباك منهياً أحداث المباراة.
من المباراة
- كرمت إدارة نادي نجران لاعب آسيا الأول ياسر القحطاني ومنحته درعاً تذكارياً قبل انطلاقة المباراة.
- يوماً بعد آخر يؤكد الهلال أنه صاحب الشعبية الجماهيرية الأولى في مختلف مدن وقرى ومناطق المملكة وقد كشفت المباراة مدى جماهيريته وشعبيته الجارفة.
- وضح مدى تأثير غياب العملاق البرازيلي تفاريس على الدفاعات الزرقاء فقد كثرت الأخطاء وخصوصاً في تشتيت الكرات ونقلها وبناء الهجمات.
- احتجاجات متواصلة واعتراضات متكررة من إداريي ومدربي وبدلاء نجران ومعهم اللاعبين داخل الملعب مع كل صافرة يطلقها مطرف القحطاني.
- تناثرت (العقل) وقوارير المياه وأشياء أخرى من المدرجات إلى مضمار الملعب!!
- مطرف القحطاني نجح كثيراً في قيادة المباراة رغم تساهله مع بعض المخاشنات.