Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/01/2008 G Issue 12903
السبت 18 محرم 1429   العدد  12903
في حديث لصحيفة (الإندبندنت) البريطانية.. الأمير سلطان بن فهد:
مانشستر يوناتيد متميز عالمياً وزيارته جاءت تقديراً لمكانة الرياضة السعودية

أرجع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية ما يشهده حالياً قطاع الشباب والرياضة في المملكة العربية السعودية من إنجازات ومعطيات على الصعيدين المحلي والخارجي وما توفر لهذا القطاع من بنى تحتية واسعة إلى سلامة الاستراتيجية التي تسير عليها خططها وبرامجها التي كانت نتاج فكر وجهد -المغفور له بإذن الله- صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الذي استطاع أن يصل بالحركة الشبابية والرياضية في المملكة خلال عقدين إلى العالمية.. مؤكدا سموه أن تشرفه بمواصلة ما بدأه الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله- كان مسؤولية جسيمة للمحافظة على ما تحقق من مكتسبات والعمل على تعزيز معطيات الرياضة السعودية وخصوصاً في ظل التطورات التي تشهدها الرياضة العالمية وما يحظى به هذا القطاع الحيوي من رعاية واهتمام وتشجيع من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رعاه الله- ومن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام -حفظه الله-.

جاء ذلك في اللقاء الذي أجراه الصحفي برتران أيبو من صحيفة الإندبندنت البريطانية الملحق الصحفي الذي تصدره الصحيفة بمناسبة عقد منتدى جدة الاقتصادي نهاية فبراير القادم.. ونوه سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز في حديثه بالتوسع الذي تشهده برامج التعاون السعودي البريطاني في المجالات الشبابية والرياضية في ظل اتفاقية التعاون المشترك في المجالات الشبابية والرياضية التي أضفت منذ توقيعها في عام 1987م نسقا تصاعدياً في تنفيذ البرامج المشتركة والتي بلغت (80) برنامجا شملت التعاون في المجالات الرياضية والأولمبية والتدريبية وتبادل الخبرات الرياضية والتعاون في المجالات البحثية والأكاديمية والطب الرياضي والإعلام الرياضي ومكافحة المنشطات في الرياضة إلى جانب تبادل الزيارات بين الوفود الشبابية والرياضية وذلك انطلاقاً من علاقة الصداقة التاريخية المتينة التي تربط ما بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة البريطانية والتي كانت بداية معالمها في اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله- ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل عام 1945م مما انعكس على مجمل مجالات التعاون الثنائي.

وعن الزيارة التي قام بها فريق مانشستر يونايتد من أجل إقامة لقاء ودي دولي مع فريق نادي الهلال بمناسبة اعتزال لاعب المنتخب ونادي الهلال سابقاً قال سموه: إن هذه الزيارة بلا شك محل تقدير الرياضيين السعوديين كافة من فريق يعتبر من الفرق المتميزة عالمياً، وإن هذه الزيارة بلا شك قد أعطت بعداً إعلامياً حيث جاءت تقديراً للمكانة التي تحتلها الرياضة السعودية على الخارطة الدولية واستطاعات أن تتيح الفرصة للإعلام الرياضي البريطاني والعالمي للاطلاع على ما تحقق للمملكة من مكتسبات ومنجزات رياضية.

وحول البنى التحتية لقطاع الشباب والرياضة في المملكة العربية السعودية أوضح سموه أن القطاع الشبابي والرياضي في المملكة يتمتع بوجود قاعدة عريضة من المنشآت التي تلبي متطلبات واحتياجات الحركة الشبابية والرياضية في كل منطقة ومحافظة وتتنوع حسب تنوع الرياضات وتعدد أنشطتها حيث يبلغ عدد المنشآت الرياضية القائمة حالياً والتي صممت ونفذت وفق أحدث المواصفات العالمية في المنشات الرياضية (86) منشأة رياضية حديثة ما بين مدينة رياضية متكاملة ومقار أندية واستادات وصالات رياضية مستقلة إلى جانب بيوت الشباب البالغ عددها (21) بيتا والتي تستقطب سنوياً مليون شاب منتشرة في جميع مناطق ومحافظات المملكة يمارسون فيها جميع أنواع الأنشطة والهوايات إلى جانب المبيت.

مشيرا سموه إلى أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لازالت تتطلع إلى تحقيق المزيد من التوسع في مجال المنشآت الرياضية لتغطية كافة مناطق ومدن المملكة انطلاقا من إيمانها الكامل بأن المنشآت والمدن الرياضية من أهم مقومات بناء القطاع الشبابي والرياضي باعتبارها القاعدة التي تنطلق منها نشاطاته وتتيح له فرصة مزاولة اهتماماته المختلفة وصقل مواهبه الرياضية وإنمائها.

وحول السياسة التي تنتهجها الرئاسة العامة لرعاية الشباب في تنفيذ خططها وبرامجها: أوضح سموه أن الرئاسة تنتهج سياسة متوازنة تركز على الجوانب المختلفة التي من شأنها بناء الشباب البناء السليم المتوازن فكريا وجسديا وبالشكل الذي يجعل منه عضوا فاعلا في بناء وطنه وخدمة مجتمعه وأمته وحمايته من جميع المخاطر التي تهدده في كل مرحلة من المراحل.

ولذا فإن دورها لا يقتصر على الجانب الرياضي لدى الشباب فقط بل يتجاوز هذه الدائرة الضيقة ليشمل العديد من الأنشطة والبرامج الشبابية والاجتماعية والثقافية والعلمية التي تنفذها الرئاسة في جميع المناطق وخصوصاً مناطق الاصطياف وفق سياستها وخططها العامة على مدار العام بهدف احتواء طاقات الشباب وملء فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.

وحول مشاركة المملكة في دورة الألعاب الأولمبية التاسعة والعشرين المقرر إقامتها ببكين 2008م والمشاركة في أولمبياد 2012م، أبان سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز أنه قد تم تكليف المكتب التنفيذي باللجنة الأولمبية السعودية وبرئاسة سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب نائب رئيس اللجنة الأولمبية بالتحضير والإعداد لهذه المشاركة وذلك منذ ستة أشهر ماضية بغرض إيجاد مشاركة ناجحة في المنافسات التي ستشارك فيها الألعاب السعودية.

إلى جانب أن الإعداد والتحضير قائم منذ الآن للإعداد والتجهيز للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الثلاثين المقرر إقامتها بالعاصمة البريطانية لندن 2012م وفق الخطط والبرامج المعدة من قبل اللجنة الأولمبية السعودية.

وأشار سموه في حديثه إلى أن كرة القدم السعودية استطاعت خلال الفترة الماضية من تحقيق العديد من الإنجازات والانتصارات على الصعيدين القاري والدولي سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية السعودية والتي كان من أبرزها تأهل منتخب المملكة الأول لنهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية (1994م - 1998م - 2002م - 2006م) وتحقيق كأس آسيا ثلاث مرات وكأس الخليج ثلاث مرات إلى جانب حصول منتخب الناشئين على كأس العالم 1989م وتحقيق منتخب المملكةلذوي الاحتياجات الخاصة لكأس العالم بألمانيا إضافة للإنجازات التي حققتها الأندية السعودية على صعيد مشاركاتها الخارجية التي كانت تمثل فيها الرياضة السعودية.. كما حققت الرياضة السعودية العديد من الإنجازات والمكتسبات على مستوى الألعاب السعودية وخصوصاً رياضة الفروسية وألعاب القوى في مختلف مشاركاتها القارية والدولية والتي استطاعت إضافة العديد من النتائج المشرفة التي أثبتت علو كعب الرياضة السعودية.

وأبرز سموه في حديثه للصحيفة الدور الذي تقوم به الرئاسة في مجال تقديم الرعاية الصحية للرياضيين السعوديين مشيرا إلى أن مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي يقدم خدمات طبية متقدمة لكافة منسوبي القطاع الشبابي والرياضي وعوائلهم إلى جانب رعاية المواطنين من خلال التخصصات الطبية المتوفرة بالمستشفى وبصفة خاصة الإصابات الرياضية والذي يقوم على علاج أكثر من (150) ألف مراجع سنوياً إلى جانب ما يقدمه من منح دراسية متقدمة للأطباء والفنيين العاملين في مجال الطب الرياضي والإشراف على المنشطات في الرياضة.

واعتبر سمو الرئيس العام لرعاية الشباب موضوع الخصخصة والاستثمار الرياضي في السعودية من الموضوعات المهمة التي توليها الرئاسة جل اهتمامها انطلاقا من توجه القيادة واستراتيجيتها من خلال ما أقره المقام السامي وأوصى به مجلس الشورى والمجلس الاقتصادي الأعلى بخصخصة الكثير من القطاعات.

مشيرا سموه إلى أن لجنة للاستثمار والخصخصة التي يترأسها سمو نائب الرئيس العام لرعاية الشباب قد قطعت شوطا كبيرا في وضع الأطر والأسس التي ستقوم عليها الدراسات المتعلقة بالخصخصة وذلك من خلال ما قامت به من دراسات واستشارات سواء مع البنك الدولي للتنمية أو مع عدد من الخبراء والمختصين في هذا المجال للاستفادة من خبراتهم في وضع القواعد والأساسيات للدراسة التي تجريها.

وتوقع سموه أن تأخذ الدراسات وقتها الكافي لكي تغطي كافة الجوانب المهمة التي تبقي على أهداف الأندية ورسالتها الحيوية.

وخصوصا في هذه المرحلة التي تشهد فيها مفاهيم العمل الرياضي تطوراً كبيراً وأصبحت ساحاته ميداناً للتنافس بين دول العالم.

وحول توجه الرئاسة والاتحادات والأندية السعودية نحو إنشاء أكاديميات رياضية متخصصة لتدريب النشء، أبان سموه أن الاستعدادات الآن لإشهار ثلاث أكاديميات للناشئة لتعليم كرة القدم تحت إشراف أجهزة فنية متخصصة في كل من الرياض وجدة والدمام.

إلى جانب وجود خطط مستقبلية لإنشاء العديد من الأكاديميات الخاصة بجميع الرياضات في شتى مناطق المملكة تهدف إلى إيجاد قاعدة رياضية واسعة وأداء رياضي متميز يقوم على أسس علمية صحيحة.

وحول برامج إعداد وتأهيل الكوادر الإدارية والفنية العاملة في القطاع الشبابي والرياضي أبان سموه أن معهد إعداد القادة الذي يعد واحدا من أهم الأكاديميات المتخصصة في مجال التدريب والتأهيل يقوم سنويا بتنفيذ العديد من البرامج التدريبية والتأهيلية المتخصصة التي يستفيد منها جميع العاملين في الحقل الرياضي تحت إشراف خبراء وأكاديميين تتم الاستعانة بهم من داخل المملكة وخارجها في إطار التعاون القائم بين الرئاسة وعدد من الجامعات السعودية ومذكرات التفاهم الموقعة مع عدد من الدول الصديقة.

كما تحدث سموه عن التعاون المشترك ما بين الرئاسة وكافة القطاعات والمؤسسات الحكومية.

مؤكدا حرص الرئاسة على تعزيز التعاون المشترك مع جميع القطاعات والجهات المعنية بالجانب التعليمي والتربوي لدى الشباب ومنها وزارة التربية والتعليم التي تشمل جميع المناشط والبرامج التي تعنى بالناشئة والاهتمام بها وتهيئتها رياضيا وبدنيا إلى جانب الاستفادة من تبادل الخبرات في مجال التدريب والإدارة والجوانب الأخرى ذات العلاقة بالنشاط الرياضي والبدني.

مشيرا سموه إلى أن هناك لجنة مشتركة بين الرئاسة ووزارة التربية تجتمع كل (6) أشهر للتنسيق بشأن تطوير مجالات التعاون ما بين الرئاسة والوزارة.

إلى جانب التعاون مع الجامعات السعودية في مجال الأنشطة والبرامج الرياضية وتبادل الخبرات والتعاون في المجالات العلمية والبحثية.

كما تطرق سموه للتعاون المستمر مع القطاعات الأمنية مشيرا إلى أن هناك تعاوناً وثيقاً يتمثل في عدد من الجوانب المتعلقة بالنواحي التنظيمية للمناسبات الرياضية أو الحملات التوعوية والمسابقات والأنشطة الرياضية التي تنظمها القطاعات الأمنية والعسكرية إلى جانب التعاون في مجال مكافحة المخدرات من خلال البرامج والأنشطة التي تنفذها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، ومع وزارة الصحة في مجال تفعيل الحملات التوعوية التي تنفذها الوزارة ومع وزارة الثقافة والإعلام في الجوانب المتعلقة بالإعلام الرياضي ودور الإعلام السعودي في إبراز وتفعيل الحركة الشبابية والرياضية.

مضيفا سموه أن مجالات التعاون لا تقتصر على هذه القطاعات بل تشمل مؤسسات وهيئات المجتمع السعودي الأخرى كافة سواء كانت حكومية أو أهلية.

وحول تطبيق نظام الانتخابات في المؤسسات الرياضية أكد سموه حرص الرئاسة على تأصيل مفهوم الانتخابات سواء في اختيار مجالس إدارات الاتحادات الرياضية أو مجالس إدارات الأندية.

مشيرا سموه إلى أن الإعلان عن القائمة الأولية لمرشحي مجالس إدارات الاتحادات الرياضية تؤكد جدية توجه الرئاسة نحو تفعيل مفهوم الانتخابات في المؤسسة الرياضية وتعد خطوة مهمة في تطلع الرئاسة لإحداث نقلة نوعية في هيكلة منظومة العمل الرياضي معربا عن أمله في أن تكون عاملا مساعدا في تطوير العمل الرياضي وإضفاء مزيد من الحيوية على تشكيل مجالس إداراتها وأدائها لمسؤولياتها.

وحول الدور الذي تقوم به مؤسسة سمو الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود في مجال العمل الخيري: أبرز سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الجهود الخيرية الجليلة التي تنهض المؤسسة والتي جاءت إنفاذا لوصيتها -رحمها الله- لتعلقها بالعمل الخيري والإنساني عبر قنوات العمل الخيري المتعددة والتي من أبرزها العناية ببناء المساجد والأنشطة الدعوية وبرامج إفطار الصائمين والإسكان الخيري ورعاية السجناء والأيتام والمرض وذوي الاحتياجات الخاصة وتسعى هذه المؤسسة إلى التوسع في الأعمال الخيرية بمتابعة واهتمام من أبنائها -رحمها الله-.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد