حينما يرحل الأحباب والمقربون تبقى في الحلق غصة وفي العين دمعة وفي المهجة لوعة وحرقة ما أشد مصيبة الموت على القلوب وخاصة قلوب الوالدين.. رحل الشابان عبدالرحمن وعبدالله أبناء خالي ماجد الزيد في 4-10-1428هـ بسبب حادث أليم، رحلوا في غمضة عين يااااه ما أسرع الموت نزل الخبر علينا كالصاعقة، مر أمام عيني شريط ذكريات ليس ببعيد طفولتهم ضحكاتهم - شقاوتهم - لعبهم ياااا الله توقف الشريط ليمثل أمام عيني خالي وزوجته كيف سيكون وقع الفاجعة عليهما؟ لكما الله كان بودي أن أكون إلى جوارهما لحظتها.
لا أعرف كيف لملمنا أنفسنا وانطلقنا إليهما لم تكف ألسنتنا طوال الطريق عن الدعاء للمتوفين بالرحمة والمغفرة والحوقلة والاسترجاع والدعاء لخالي وزوجته بالثبات والصبر بدأت أتذكر كل ما أعرفه عن فضل الصبر وفضل حمد الله وأن من يحمده على فقد ولده يُبنى له بيت في الجنة اسمه بيت الحمد، كما في الحديث - أتذكر كل ذلك لأعزي نفسي وحتى أخفف عنهما بذكرها لهما لم أتمالك نفسي وأنا أقترب من بيتهم يدي على قلبي أخشى أن تكون المصيبة مصيبتين موت وجزع
كيف سأجدك يا خال؟ كيف سأجدك يا حصة؟
لا أحتمل أن أراك في موقف ضعف يا خال
لا أحتمل أن أرى في عينيك الدموع لا أقوى على ذلك
لم نعهد منك إلا الابتسامة والطرفة والدعابة
كيف سأراك اليوم؟!
هل ستفلح كلمات العزاء التي أحفظها في تسليتك وتعزيتك
دخلت بيتك يا خال وكانت المفاجأة، حصة هذه الأم العظيمة الصابرة المحتسبة التي ارتسم في ذهني أنها ممتدة على السرير لا تقوى على الحركة ولا تُلام فها ثمرة الفؤاد، أراها اليوم تقف بكل ثبات وإيمان تحمد الله وتذكر محاسنهما وهذا خالي كالطور شامخاً صبر وإيمان واحتساب وحمد لله، وهو الآخر بدأ يذكرنا بمحاسنهما وما يرجو لهما من الخير عند ربهما وحسن ظنه بربه وواسع رحمته وجدناهما يعزوننا بدل أن نعزيهم فوالله إن لكلماتهما وقع السحر على نفوسنا، والله إن لفرحتنا بثباتكما وصبركما أزاحت من قلوبنا هماً عظيماً كان يؤرقنا وحزناً شديداً خيم علينا.
بصبركما تصبرنا
وبثباتكما ثبتنا
وبهدوؤكما هدأنا
عظم الله أجرك يا خال وزادك إيماناً وصبراً وبارك لك في رفيقة دربك وأصلح لكما النية والذرية وجعلهم مباركين أينما كانوا.. ورحم الله عبدالرحمن وعبدالله وجمعنا بهما في جنات النعيم وجميع موتى المسلمين.