Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/01/2008 G Issue 12903
السبت 18 محرم 1429   العدد  12903

مع إشراقةِ العام الهِجريِّ الجديدِ تهنئةٌ لجميع المسْلِمين
محمد عباس عبدالحميد خلف

 

عامٌ أطلَّ كأنهُ إكليلُ

هي هِجرةُ المختار، نعمَ سبيلُ

هِي هجرةٌ بالدين، كانت نصرةٌ

بدءٌ لتاريخ الحياةِ دليلُ

كُفارُ مكة بالجهالةِ قدْ مضَوْا

إيذاءُ كلِّ المسلمين طويلُ

لمْ يؤمنوا، لمْ يفهموا لحقيقة

سيكون نضرُ الدِّين، ليس بديلُ

توحيدُ ربِّ العَالمين، ودَعوةٌ

للخير، للإسلام، عزّ مثيل

صِدقاً رسولُ الله منقذ عالمٍ

مِن شرَّة الكُفرانِ ثم يصُولُ

هَتَفتْ بهِ التوراةُ قبلَ مجيئهِ

وحَواهُ في إصحاحِهِ الإنجيلُ

دَلَّتْ عليه الشمسُ في إشراقها

أنْ كلُّ كٌفر جاهلٍ سيزولُ

زهراءُ مِنْ فرطِ الضياءِ نجومُها

بنبي: سَيأتي أحمدٌ ورسولٌ

والكونُ من شوقِ الحبيبِ بلَهْفةٍ

والدهرُ مسرورٌ به، فأهولُ

بدأتْ تُشير المعجزات.. بأنه

آتٍ على كفِّ الهُدى محُمولُ

هُزمتْ جموعُ الفيلِ قبل مجيئه

والبيتُ منتصِرٌ، وليسَ يميلُ

طُفِئتْ هنالِك للمجوسِ مَواقد

وعَرا سِراجهمُ المنير أفولُ

وتَوالتِ الآياتُ تنبئ: أنهُ

للكونِ في تاريخه تحْويلُ

يا أيها المولود في دَهْرٍ بهِ

سادَ الطغاةُ وأحكِم التنكيلُ

الكلُّ بالشرِّ اللئيم مفاخرٌ

بالقتْل يحكي، إنهُ قابيلُ

يا من أتيْتَ مخلصاً، ومبشراً

يا قدوةَ الأخلاق أنتَ نبيلُ

ما في رِحاب الجهل يوماً واقفاً

بل بالعبادةِ دائماً مشغُولُ

الغارُ يشهد كمْ لبثت تأملاً

حتى أتاكَ بما أتى جبريلُ

بالوحْي، بالروح الأمين مبلغاً

اقرأ، وربك إنه التنزيلُ

نفسي فداؤك يا حبيبي، إنه

دمعي يذكر الوحْي بعد يسيلُ

حينَ التقيْت وقُلتَ من ثقل لَه

أنْ دَثروني، فالكلامُ ثقِيلُ

وأتاكَ جبريلُ الأمين مبشراً

قُم منذراً - هذا هو الترتيلُ

فدَعوْتَ بالقولِ الكريم ومنْطق

لكنْ تناءتْ بالكلام عُقُول

قالُوا: بأنكَ ساحرٌ، عبثاً، فما

عرفُوك دجالاً هُناك تجُولُ

قالوا: كشِعْر السابقين بيانُهُ

كذِباً، فما سمِعُوك فيه تقولُ

قالوا: جُنونٌ مسَّه، حاشا، ولو

عرفوا الجنُون فكُلهمْ مخبولُ

قاموا لحربكَ دون ما سبب سِوى

رفض الهدايةِ، ليس ثمَّ بديلُ

فلقيتَ كفرهُم بصدقِ عزيمة

ودَعوْت منْ للمخطئين يُقيلُ

وأرْيتهم كيفَ السلام، ومثله

عُرفتْ حقوقٌ للوغى وأصولُ

طه.. حبيبَ الله أنتَ كجحفلٍ

لجبٍ، تصُول بقلبه وتجولُ

نَثروا عليكَ الحِقْد مِن شَهواتِهم

لكنَّ صفحكَ شاملٌ وجميلُ

فالحقُّ لا يَحْيا بقوْم شأنهمْ

شيعٌ، لكلّ في الحياةِ سبيلُ

ورسمتَ للشرفِ الرفيع معالماً

بيضاءَ تسْمو للعُلا وتطُولُ

وضربتَ في الصدق الجميلِ نواحيا

إنَّ الكلام على الفؤاد دليلُ

ومحوت كلَّ تفرُّقٍ وتميز

فالكلُّ في حقِّ الحياةِ مثيلُ

قالوا بسيفك قد نشرت رسالةً

وَلَبئْسَ قولٌ، إنهُ التضليلُ

بالعقل، بالقلب الطهور تمكنَتْ

تلكَ العقيدة، والضلالُ جهولُ

قالوا قديم منذُ عهدِ محمدٍ

والعصر تحكمُهُ هُناكَ أصُولُ

عصر لنا بالحاقِدين تزَّيفتْ

دعواتُ أعْداءٍ هُناك تقُولُ

يا خيبةَ الأعداء فالقدمُ الذي

يحيا خُلُودٌ راسخٌ وأصيلُ

سيظل نبراس الحياة وهديها

لا، لنْ يحلِّ بأهلهِ تبديلُ

سيدومُ قرآن السماءِ معلماً

بل شافياً، إذْ ما البلاءُ وبيلُ

هيا ندومُ على وضئ طريقه

عل الشرور الموبقات تحولُ

يا أيها النور المضيء حياتنا

وبكلِّ نهْج في الهُدى موصولُ

الرحمةُ المهداةُ أنتَ وعفوها

والخيرُ معمورٌ هنا مأهولُ

أنتَ الدواء، وما بغيركَ بُرؤنا

يُشفى به رغم الضياع عَلِيلُ

اليوم نحن بحِيرةٍ سوداءَ، لا

هادٍ ولا مِن شرِّ ذاكَ مُقيلُ

المذهبية مزَّقتْ أرجاءنا

ها جمع أوطان هناك هزيلُ

العالمُ الغربيُّ ينهش أمتي

والمركز الشرقيُّ ثمّ دخيلُ

والمسلمون على الطريق تفرقوا

وغدَوا كقشٍّ في الرياحِ يميلُ

وتَمسكوا بالمغْريات، وغرهمْ

صوتً الهوى، إن الغوِي ذليلُ

وغدوا من الشيع الكثيرة مَطْرحاً

إنَّ التفرق ذِلةٌ ورَحيلُ

مَنْ يُوقف النزف الثخين هناك في

أرضِ العِراقِ كأنه عِزْريلُ

مَنْ يُرجع الأطفَال بعد تشرُّدِ

في بيت عيسى، أنزلَ الإنجيلُ

مَنْ يجمع الشملَ الممزق، إننا

شِيعٌ، وأنت توحّدٌ وشمُولُ

مَنْ يوقِظ العَربَ النيام لينهضوا

فيَعُود قُدْسي ثانيا ويؤُولُ

مِنْ يرسل القواتِ بعْدك حامياً

كلَّ الحدود؟ وللحدودِ كفيلُ

هذي كتائب كلِّ شركِ، إنها

في يوم زَحْفك ذلةٌ وفُلولُ

يا فِتْيةَ الوطن الكريم ومَجَدهُ

هذا النبيُّ إلى الشباب يقُولُ:

المسلمُ الحقُّ الذي في سعيهِ

خيرُ البلاد وعِزها المأمولُ

ومن الشباب سواعدٌ ودعائمٌ

عَزْمٌ فتيُّ، صامدٌ مَصْقُولُ

هذي تعاليمَ الهدى فتمسَّكوا

بيضاءَ، ليس لهديها تَبْدِيلُ

كونوا شباباً خيّراً في سَعْيهِ

إنَّ الشبابَ إلى السمو رسولُ

لا يخْدعَنكم الغويّ بزيفِهِ

أنتمُ فؤادٌ فاهِمٌ وعقولُ

اليومَ زاغَت في الطريقِ جماعَة

لبِسوا ثيابَ الدين، ذا تفْصِيلُ

ثوبُ التفرق دون وعْي إنهُمْ

بعض الشباب أصَابهم تضْلِيل!

سنحاربُ الشيطان يفْسد جمعَنا

فترىَ شباباً للغويِّ يميلُ

هَيّا شبابَ الجِيل نبني أمةً

شماءَ تصبو للعُلا وتطولً

هيَّا نهاجِرُ للخلاص مِنَ الرَّدى

ونَصد كَيْدَ الماكرينَ، نزيلُ

هَيَّا نهاجرُ للسلام وَدَعْمهِ

إنا هنا وطنٌ لهُ وأصُولُ

هّيَّا لندعو الناسَ مثل حياتنا

وليهجُروا عَيشاً بهِ تقْتيلُ

ولنهجُر الشرَّ اللئيمَ وفكرهُ

ولنهجر الأشرار - ليسَ قفولُ

في يوم هجْرتِهِ عظيمُ تدبُّر

والخيرُ موفور بها وجزيلُ

في يوم هجرتهِ الجميعُ تذكرٌ

ركبَ الحبيب ودائماً مشغولُ

نسْري إلى دنيا، الخلاص وإننا

في القلب شوق دائم مَوصُولُ

سُبْحانَ ربِّ العرش أنك أحْمدٌ

ومشفع إذْ ما الوقوف طويلُ

ستظل هجرتك العظيمة موقفاً

يحنُو له التاريخ فهو جَليلُ


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد