عامٌ أطلَّ كأنهُ إكليلُ |
هي هِجرةُ المختار، نعمَ سبيلُ |
هِي هجرةٌ بالدين، كانت نصرةٌ |
بدءٌ لتاريخ الحياةِ دليلُ |
كُفارُ مكة بالجهالةِ قدْ مضَوْا |
إيذاءُ كلِّ المسلمين طويلُ |
لمْ يؤمنوا، لمْ يفهموا لحقيقة |
سيكون نضرُ الدِّين، ليس بديلُ |
توحيدُ ربِّ العَالمين، ودَعوةٌ |
للخير، للإسلام، عزّ مثيل |
صِدقاً رسولُ الله منقذ عالمٍ |
مِن شرَّة الكُفرانِ ثم يصُولُ |
هَتَفتْ بهِ التوراةُ قبلَ مجيئهِ |
وحَواهُ في إصحاحِهِ الإنجيلُ |
دَلَّتْ عليه الشمسُ في إشراقها |
أنْ كلُّ كٌفر جاهلٍ سيزولُ |
زهراءُ مِنْ فرطِ الضياءِ نجومُها |
بنبي: سَيأتي أحمدٌ ورسولٌ |
والكونُ من شوقِ الحبيبِ بلَهْفةٍ |
والدهرُ مسرورٌ به، فأهولُ |
بدأتْ تُشير المعجزات.. بأنه |
آتٍ على كفِّ الهُدى محُمولُ |
هُزمتْ جموعُ الفيلِ قبل مجيئه |
والبيتُ منتصِرٌ، وليسَ يميلُ |
طُفِئتْ هنالِك للمجوسِ مَواقد |
وعَرا سِراجهمُ المنير أفولُ |
وتَوالتِ الآياتُ تنبئ: أنهُ |
للكونِ في تاريخه تحْويلُ |
يا أيها المولود في دَهْرٍ بهِ |
سادَ الطغاةُ وأحكِم التنكيلُ |
الكلُّ بالشرِّ اللئيم مفاخرٌ |
بالقتْل يحكي، إنهُ قابيلُ |
يا من أتيْتَ مخلصاً، ومبشراً |
يا قدوةَ الأخلاق أنتَ نبيلُ |
ما في رِحاب الجهل يوماً واقفاً |
بل بالعبادةِ دائماً مشغُولُ |
الغارُ يشهد كمْ لبثت تأملاً |
حتى أتاكَ بما أتى جبريلُ |
بالوحْي، بالروح الأمين مبلغاً |
اقرأ، وربك إنه التنزيلُ |
نفسي فداؤك يا حبيبي، إنه |
دمعي يذكر الوحْي بعد يسيلُ |
حينَ التقيْت وقُلتَ من ثقل لَه |
أنْ دَثروني، فالكلامُ ثقِيلُ |
وأتاكَ جبريلُ الأمين مبشراً |
قُم منذراً - هذا هو الترتيلُ |
فدَعوْتَ بالقولِ الكريم ومنْطق |
لكنْ تناءتْ بالكلام عُقُول |
قالُوا: بأنكَ ساحرٌ، عبثاً، فما |
عرفُوك دجالاً هُناك تجُولُ |
قالوا: كشِعْر السابقين بيانُهُ |
كذِباً، فما سمِعُوك فيه تقولُ |
قالوا: جُنونٌ مسَّه، حاشا، ولو |
عرفوا الجنُون فكُلهمْ مخبولُ |
قاموا لحربكَ دون ما سبب سِوى |
رفض الهدايةِ، ليس ثمَّ بديلُ |
فلقيتَ كفرهُم بصدقِ عزيمة |
ودَعوْت منْ للمخطئين يُقيلُ |
وأرْيتهم كيفَ السلام، ومثله |
عُرفتْ حقوقٌ للوغى وأصولُ |
طه.. حبيبَ الله أنتَ كجحفلٍ |
لجبٍ، تصُول بقلبه وتجولُ |
نَثروا عليكَ الحِقْد مِن شَهواتِهم |
لكنَّ صفحكَ شاملٌ وجميلُ |
فالحقُّ لا يَحْيا بقوْم شأنهمْ |
شيعٌ، لكلّ في الحياةِ سبيلُ |
ورسمتَ للشرفِ الرفيع معالماً |
بيضاءَ تسْمو للعُلا وتطُولُ |
وضربتَ في الصدق الجميلِ نواحيا |
إنَّ الكلام على الفؤاد دليلُ |
ومحوت كلَّ تفرُّقٍ وتميز |
فالكلُّ في حقِّ الحياةِ مثيلُ |
قالوا بسيفك قد نشرت رسالةً |
وَلَبئْسَ قولٌ، إنهُ التضليلُ |
بالعقل، بالقلب الطهور تمكنَتْ |
تلكَ العقيدة، والضلالُ جهولُ |
قالوا قديم منذُ عهدِ محمدٍ |
والعصر تحكمُهُ هُناكَ أصُولُ |
عصر لنا بالحاقِدين تزَّيفتْ |
دعواتُ أعْداءٍ هُناك تقُولُ |
يا خيبةَ الأعداء فالقدمُ الذي |
يحيا خُلُودٌ راسخٌ وأصيلُ |
سيظل نبراس الحياة وهديها |
لا، لنْ يحلِّ بأهلهِ تبديلُ |
سيدومُ قرآن السماءِ معلماً |
بل شافياً، إذْ ما البلاءُ وبيلُ |
هيا ندومُ على وضئ طريقه |
عل الشرور الموبقات تحولُ |
يا أيها النور المضيء حياتنا |
وبكلِّ نهْج في الهُدى موصولُ |
الرحمةُ المهداةُ أنتَ وعفوها |
والخيرُ معمورٌ هنا مأهولُ |
أنتَ الدواء، وما بغيركَ بُرؤنا |
يُشفى به رغم الضياع عَلِيلُ |
اليوم نحن بحِيرةٍ سوداءَ، لا |
هادٍ ولا مِن شرِّ ذاكَ مُقيلُ |
المذهبية مزَّقتْ أرجاءنا |
ها جمع أوطان هناك هزيلُ |
العالمُ الغربيُّ ينهش أمتي |
والمركز الشرقيُّ ثمّ دخيلُ |
والمسلمون على الطريق تفرقوا |
وغدَوا كقشٍّ في الرياحِ يميلُ |
وتَمسكوا بالمغْريات، وغرهمْ |
صوتً الهوى، إن الغوِي ذليلُ |
وغدوا من الشيع الكثيرة مَطْرحاً |
إنَّ التفرق ذِلةٌ ورَحيلُ |
مَنْ يُوقف النزف الثخين هناك في |
أرضِ العِراقِ كأنه عِزْريلُ |
مَنْ يُرجع الأطفَال بعد تشرُّدِ |
في بيت عيسى، أنزلَ الإنجيلُ |
مَنْ يجمع الشملَ الممزق، إننا |
شِيعٌ، وأنت توحّدٌ وشمُولُ |
مَنْ يوقِظ العَربَ النيام لينهضوا |
فيَعُود قُدْسي ثانيا ويؤُولُ |
مِنْ يرسل القواتِ بعْدك حامياً |
كلَّ الحدود؟ وللحدودِ كفيلُ |
هذي كتائب كلِّ شركِ، إنها |
في يوم زَحْفك ذلةٌ وفُلولُ |
يا فِتْيةَ الوطن الكريم ومَجَدهُ |
هذا النبيُّ إلى الشباب يقُولُ: |
المسلمُ الحقُّ الذي في سعيهِ |
خيرُ البلاد وعِزها المأمولُ |
ومن الشباب سواعدٌ ودعائمٌ |
عَزْمٌ فتيُّ، صامدٌ مَصْقُولُ |
هذي تعاليمَ الهدى فتمسَّكوا |
بيضاءَ، ليس لهديها تَبْدِيلُ |
كونوا شباباً خيّراً في سَعْيهِ |
إنَّ الشبابَ إلى السمو رسولُ |
لا يخْدعَنكم الغويّ بزيفِهِ |
أنتمُ فؤادٌ فاهِمٌ وعقولُ |
اليومَ زاغَت في الطريقِ جماعَة |
لبِسوا ثيابَ الدين، ذا تفْصِيلُ |
ثوبُ التفرق دون وعْي إنهُمْ |
بعض الشباب أصَابهم تضْلِيل! |
سنحاربُ الشيطان يفْسد جمعَنا |
فترىَ شباباً للغويِّ يميلُ |
هَيّا شبابَ الجِيل نبني أمةً |
شماءَ تصبو للعُلا وتطولً |
هيَّا نهاجِرُ للخلاص مِنَ الرَّدى |
ونَصد كَيْدَ الماكرينَ، نزيلُ |
هَيَّا نهاجرُ للسلام وَدَعْمهِ |
إنا هنا وطنٌ لهُ وأصُولُ |
هّيَّا لندعو الناسَ مثل حياتنا |
وليهجُروا عَيشاً بهِ تقْتيلُ |
ولنهجُر الشرَّ اللئيمَ وفكرهُ |
ولنهجر الأشرار - ليسَ قفولُ |
في يوم هجْرتِهِ عظيمُ تدبُّر |
والخيرُ موفور بها وجزيلُ |
في يوم هجرتهِ الجميعُ تذكرٌ |
ركبَ الحبيب ودائماً مشغولُ |
نسْري إلى دنيا، الخلاص وإننا |
في القلب شوق دائم مَوصُولُ |
سُبْحانَ ربِّ العرش أنك أحْمدٌ |
ومشفع إذْ ما الوقوف طويلُ |
ستظل هجرتك العظيمة موقفاً |
يحنُو له التاريخ فهو جَليلُ |
|