Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/01/2008 G Issue 12903
السبت 18 محرم 1429   العدد  12903
مخلفات الترميم إلى أين؟!
صالح العبد الرحمن التويجري

الأمر الذي يستهين به الكثير من الناس الذي يلهب الصدور السليمة ناهيك عن المصابة بالحساسية (الربو) الذي غفلت عنه الأمانات والبلديات بما فيها صحة البيئة هو عملية جلي البلاط والرخام في المنازل الذي يترك مخلفاته تسير في الشوارع عشرات الأمتار ويبقى أثره فيها عشرات الأيام إن مرت مركبة أثارته وان هبت ريح حركته فتراه يتطاير في الجو، وفي النهاية يستقر في صدور المارة والمجاورين ويتراكم على الجدران وقطع الأثاث في البيت ليكمل المسيرة. أي والله إنه لمرض خطير يسببه بعضنا للبعض الآخر دون اكتراث بصحتنا وبلا رقيب ولا حسيب من الأمانات والبلديات ولا من صحة البيئة التي كثيرا ما نسمع عن عقد مؤتمرات واجتماعات من اجلها وسبق أن كتبت عن هذا الموضوع بجريدة الجزيرة تحت عنوان (الآفات القاتلة متى نتخلص منها) أعني آلة شفط التراب من الشوارع ونفخ الشارع عند زفلتته والثالث جلي الرخام غير أني لم أر أي دليل على متابعته من قبل الجهات المسؤولة واتخاذا الإجراء اللازم بشأن من يفعله.. وحقيقة منذ أن عرفت هذه الحرفة حتى اليوم لم أر صاحب منزل يجمع مخلفات الجلي فيصرفها إلى المجاري أو أن يجمعها ثم يقذف بها في مكان مناسب إلا هذا الرجل الأستاذ عبد العزيز حماد العقل (وكيل إمارة الرياض) إذ استمر الجلي في منزليه أكثر من خمسة أيام وكل يوم أمر من جوار منزليه لم أر للجلي أثرا سوى ما يتسرب من الماء. ولقد شد انتباهي هذا التصرف فأحببت الاطلاع على حقيقته فإذا بعمال الجلي في استراحة غداء وبعد السلام عليهم سألتهم أين مخلفات الجلي؟ أجابوا في المجاري وسألتهم هل تفعلون ذلك كثيرا أجابوا هذه أول مرة نعملها وكل الناس يرمون بالمخلفات في الشوارع إلا هذا الرجل، حقيقة فرحت بحسن هذا التصرف ودعوت له في ظهر الغيب بأن يجزيه الله خيرا على هذا الفعل ومن هنا وعبر هذه الصحيفة أزجي له الشكر الجزيل واقول لقد أحسنت صنعا ولم تسبق على هذا الفعل وبذا تكون قد ضربت أروع مثل في المحافظة على صحة الإنسان ونظافة البيئة.. ومن هنا اوجه رسالة إلى سمو أمين مدينة الرياض الدكتور عبد العزيز العياف بالله: عليكم يا أمين العاصمة أليس من حق الأستاذ عبد العزيز أن نشيد به وبحسن تصرفه والا يجب على المواطنين أن يقتدوا به عند عزمهم على تلميع بلاط بيوتهم وهذا الأمر بسيط جدا كل ما في الأمر أن تحول مخلفات الجلي إلى المجاري (فهي مجرد تراب وماء) وإلا فليؤتى بكيسين من الرمل ويحاط بهما عند مخرج المخلفات إلى الشارع لتستقر به وبعد الانتهاء من العملية تنشف قليلا وتعبأ بأكياس مع الرمل فيقذف بها إلى مكان مخصص للمخلفات، فيكون الرجل قد كفى نفسه وعائلته وجيرانه سوء الغبار الي سيتطاير ويعلق في الجو وفي النهاية يستقر في الصدور ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه.. فها نحن اليوم ومنذ أيام ونحن نعاني من بقايا جلي سطح المسجد المجاور وسنستمر في المعاناة إلى أن تزول المخلفات وربما تحتاج إلى أسابيع ان لم يرحمنا الله بماء من السماء يطردها والشيء الذي يجب أن نعلمه أن الغبار من مثيرات الحساسية وان لدينا اليوم اكثر من مليون ونصف من مرضى الحساسية والعدد بازدياد، فكم يكلف علاج هذا العدد؟ وقد قيل (درهم وقاية خير من قناطر علاج).

وختاما أكرر رجائي إلى سمو الأمين بضرورة اتخاذ إجراء مناسب بحق من يرمي مخلفات الجلي إلى الشارع فهي اشد ضررا من المخلفات التي ترمي من المركبات حفاظا على صحة الإنسان ونظافة البيئة متمنيا الصحة للجميع.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد