الجزيرة - عبدالعزيز السحيمي
أكد رئيس مجلس إدارة شركة أنعام الدولية القابضة الأمير الدكتور مشعل بن عبد الله آل سعود أن مجلس الإدارة متمسك بمحاسبة المتسببين في خسارة الشركة خلال عهد المجلس السابق، ورفع قضايا ضدهم لدى الجهات المعنية لمعرفة مصير المليار ريال التي خسرتها الشركة.
وقال الأمير مشعل في اتصال مع (الجزيرة) إن تخفيض رأسمال الشركة بناء على موافقة الجمعية العمومية وشطب الخسائر رسمياً لا يعني السكوت عن حقوق المساهمين التي تسبب مجلس الإدارة السابق في ضياعها).
وأضاف قائلاً (إنه بعد فك تعليق سهم الشركة وإعادتها للتداول رسمياً سنبدأ في اتخاذ أولى إجراءات القضية ونأمل في إعادة أموال الشركة وفق طرق علمية منهجية تضمن عدم الظلم أو الانتقام من أحد).
وكان سوق المال (تداول) قد أعلن مؤخراً اكتمال إجراءات تخفيض رأسمال شركة مجموعة أنعام من 1.2 ?مليار ريال إلى 109 ملايين ريال من خلال تخفيض عدد الأسهم من 120 مليون ?سهم إلى 10.9 مليون سهم. وسبق ذلك إعلان الشركة عن تحقيقها أرباح أولية عن العام المنصرم 2007 تجاوزت الـ 7.4 مليون ريال مقارنة بخسارة قدرها 321 مليون ريال عن الفترة نفسها من العام الماضي. كما بلغ صافي الربح التشغيلي عن الفترة مليون ريال مقارنة بخسارة قدرها 40 مليون ريال عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وأرجعت الشركة أسباب تحسن نتائجها المالية إلى إعادة هيكلة الشركة واستقرارها مالياً وإدارياً، وتخفيض المصروفات والتخلص من الأنشطة غير المجدية اقتصادياً، والتركيز على الأنشطة الأكثر ربحية إضافةً إلى ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية والإقبال على المنتجات المجمدة من الخارج، وكذلك ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية والأعلاف التي ركزت عليها الشركة كأنشطة مربحة خلال عام الماضي.
وعَبَّرَ الأمير مشعل عن ارتياحه للنتائج التي بدأت تحققها الشركة التي وصفها ب(الجيدة)، استناداً إلى وضع الشركة الحالي كونها موقوفة منذ عاما تقريباً، منوهاً بجهود أعضاء مجلس الإدارة والعاملين في الشركة، وقال: (إن نتائج السنة الماضية عكست النمط الطبيعي للعمل وتتناقض بشكل واضح مع نتائج السنوات السابقة، حيث كانت الشركة تغوص بخسائر فادحة)، معيداً الثقة لاحتمالية تحسن وضع الشركة بشكل كبير في المستقبل القريب.
وأضاف قائلاً: (لا شك أننا نتطلع إلى مرحلة من النمو المستمر في مجالات عملنا المختلفة وتفعيل نشاطات الشركة الجديدة، ونحن نؤمن أن هناك فرصاً إضافيةً أخرى للنهوض بالشركة، خاصة أنه تم القضاء على كافة مصادر الخلل ومشاكل سوء الإدارة والإهمال والتلاعب الذي كان يتم بأموال المساهمين).
وبيَّن رئيس مجلس إدارة (أنعام القابضة) عن ثقته بنجاح الشركة وتحولها إلى كيان اقتصادي ناجح بما يعكس أهمية العمل الإستراتيجي والمدروس، مستنداً في ذلك على ما حققته الشركة من أرباح لأول سنة في تاريخها، ومتمنياً أن يتم رفع الحظر عن سهم الشركة وإعادته للتداول بأسرع وقت ممكن.
وأبدى عدد من مساهمي (أنعام) عن ارتياحهم للنتائج الإيجابية التي حققتها الشركة خلال العام الماضي، وعبر إبراهيم الزهراني من مساهمي أنعام عن رضاه تجاه الإيضاحات التي يقدمها مجلس إدارة الشركة في الفترة الأخيرة، استناداً إلى البرا مج الإصلاحية التي أطلقها مؤخراً لتوضيح موقف الشركة المتعثر أولاً بأول ومساعيه الحثيثة لإنقاذها من الإفلاس، وأبدى الزهراني استغرابه من قرار هيئة سوق المال القاضي بإعادة أسهم الشركة للتداول خارج نظام تداول المستمر، واصفاً القرار بغير المنصف للمساهمين و مخيباً للآمال، مؤكداً في الوقت ذاته مواصلة تحرك المساهمين على كافة الأصعدة بهدف إعادة حقوقهم المالية المتمثلة في إعادة أسهم شركتهم للتداول ضمن نظام تداول الرسمي بالصورة الطبيعية.
وأشار إلى أن المساهمين لديهم أكثر من علامة استفهام حول قرار الهيئة المشروط بإعادة سهم أنعام خارج نظام تداول الذي جاء بعد فترة إيقاف استمرت لمدة سنة كاملة وعانى فيها المستثمرون الأمرّين.
وتساءل الزهراني أين هيئة السوق عن مجلس الإدارة السابق الذي استمر لمدة ثلاثين عاماً دون تحقيق أي أرباح رغم أن الشركة توقع عشرة عقود سنوياً في فترة الحج بملايين الريالات وكذلك في أوقات الأعياد فهل من المعقول أن الهيئة لم تلحظْ هذه الأمور وجاءت الآن لتعيد سهم الشركة خارج نظام التداول وهي في حال أفضل بكثير من بعض الشركات الموجودة في السوق.