الثقافية - محمد بن عبدالعزيز اليحيا
شاركت المملكة العربية السعودية ممثلة في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في فعاليات المؤتمر الدولي حول الحضارات والتنوع الثقافي الذي عُقِدَ في مدينة فاس المغربية تحت شعار (أي حوار لأي تحالف)، الذي أُقِيْمَ تحت رعاية ملك المغرب محمد السادس.
وعقب عودة الوفد السعودي المشارك برئاسة الدكتور عبدالكريم بن عبدالرحمن الزيد نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، أوضح الدكتور الزيد أن المؤتمر ناقش أسئلة كثيرة وقضايا متعددة تمت مناقشتها من خلال فعاليات المؤتمر التي ساهم في مناقشتها أكثر من 150 باحثاً ومفكراً يمثلون ثلاثين دولة، كما ذكر الدكتور الزيد أن المؤتمر حظي بحضور مستشار ملك المغرب ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الثقافة.
واستطرد الدكتور الزيد أنه من ضمن كلمات الافتتاح كانت كلمة ميكيل انجيل رئيس المعهد البابوي في الفاتيكان، الذي أشاد فيها بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للفاتيكان ولقائه مع بابا الفاتيكان.
كما تحدث بالمؤتمر سفير أمريكا السابق لدى المملكة والباحث في مجلس العلاقات الخارجية روبيرت جوردن التي تضمنت عرضاً للأوضاع السياسية وعلاقة ذلك بحوار الحضارات كما شارك من الجانب الإيراني محمد الشخيري أمين عام المجمع العلمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بطهران حيث دعا إلى ضرورة تقوية القيم المشتركة بين الأديان وتعميقها من أجل بناء علاقات متوازنة بين الشعوب.
وحول جلسات المؤتمر ذكر الدكتور الزيد أن المؤتمر اشتمل على ثلاث جلسات وتسع ورش عمل تم فيها عرض 80 بحثاً وورقة عمل تركزت على التعايش السلمي والتعددية البشرية وكونية القيم والتنوع الثقافي ودور الديانات في العلاقات الدولية؛ ونوقشت خلال المؤتمر أوراق العمل والمداخلات للعديد من القضايا في مجال التنوع الثقافي بين الحضارات جاء فيها أن موقف الغرب من الإسلام يعتمد على اعتبارات سياسية أكثر منها ثقافية وأنه ليس هناك موضوع متفق عليه للحوار ففي الوقت الذي يركز فيه الغرب على الإسلام والتطرف والثقافة يعتبر المتحاورون من جانب العالم الإسلام والعربي أن جوهر المشكلة تتمثل في المواقف السياسية وأن الخوف من الإسلام في الغرب برز نتيجة عوامل اقتصادية وسياسية وتاريخية وأن هجمات سبتمبر أججت هذه الظاهرة التي تهدد بانتشار العنصرية في المستقبل بفعل السلوك اللاواعي للغرب كما عرضت بعض الأوراق موقف الغرب من العالم الإسلامي الذي بُني على:
- خروج المسلمين والعرب من الأندلس وتقوقع أوروبا حول ذاتها داخل هوية واحدة.
- اعتبار جذور الأوروبيين لاتينية ورومانية دون الاعتراف بخليط الثقافات الشرقية التي كان لها دور أساسي في بناء الهوية الثقافية الأوروبية.
- الفترة الاستعمارية حيث شرعت أوروبا في البحث عن المبررات الأخلاقية لسياسة مبنية على المصالح الاقتصادية والسياسية، وقد صدر عن المؤتمر بيان ختامي (بيان فاس) أكد على أهمية الحوار بين الحضارات وفقاً للاحترام المتبادل بين الديانات والشعوب مع التأكيد على أهمية القيم الإنسانية المشتركة في إقامة مجتمع إنساني يُعنَى بحقوق الإنسان والعدل والمساواة في مواجهة الظلم والإقصاء والتعصب والكيل بمكيالين في السياسة الدولية، كما أكد بيان فاس على أن تعددية الديانات يجب أن تكون قاعدة الانطلاق نحو الحوار الحضاري وألا تتسبب اختلاف عقائد هذه الأديان في الصراع والتناحر عوضاً عن السلم والتعايش.
لقطات وانطباعات عن المؤتمر:
1 - تركز الحوار بين أتباع الأديان الإبراهيمية (الإسلام، اليهودية، المسيحية) في ظل غياب تام لأتباع الديانات الأخرى مثل البوذية والهندوسية وغيرها.
2 - سيطرت قضية الليبرالية على بعض النقاش حيث يرى الباحثون أن الغرب يرتكب خطأ عندما يعتقد أن العالم العربي والإسلامي يجب أن يعتمدا على النموذج العربي كشرط للتطوير والإصلاح.
3 - لم يكن هناك اختلاف كبير في وجهات النظر بين المشاركين خاصة بين الأجانب، كالجانب الغربي والجانب الإسلامي ما عدا بعض التعقيبات والملاحظات.
4 - كانت أوراق العمل المقدمة من الشباب العاملين في مراكز البحوث أكثر جرأة وأكثر واقعية في الطرح بينما أوراق الجيل القديم اتسمت بالتكرار وعدم مواكبة ما يحدث على أرض الواقع.