(كان حصار النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من مناصريه وأتباعه في شعب أبي طالب بداية حقيقيةً للنصر، وفي حصار المسلمين في غزةِ الإباء صورةٌ تذكرنا بذلك النصر برغم ما تسبِّبه لنا من الألم). |
في الشِّعبِ كان لنا حصارُ محمَّدِ |
كتبَ العدوُّ وثيقةَ الغدر التي |
في كعبةِ الله الشريفةِ عُلِّقت |
في الشِّعب كان حصارُ أَشرفِ مُرْسَلٍ |
طال الحصار بهم فلم يستسلموا |
تركوا طُغاةَ الكفر خَلْفَ ظهورهم |
وسَمَوا بأفئدةٍ تعلَّق نَبْضُها |
كان الحصارُ تقدُّماً وتألُّقاً |
كان الطريق إلى الشموخ لأنَّه |
كانت معاناةُ الحبيبِ وصحبه |
كانت بدايةَ رحلةٍ نَحْوَ العُلا |
طال الحصارُ وَجذْوَةُ الإيمان في |
رفعوا أياديَهم إلى الله الذي |
فإذا بليل الكفر يُنكِرُ نفسَه |
الليل مهزوم أمام نهارنا |
والحقَّ أكبر من جحافل باطلٍ |
مَنْ ذا يُساوي بين عِزِّ نخيلنا |
منْ ذا يُساوي بين نارٍ أُجِّجَتْ |
هذا حصارُ الشِّعب كان تألُّقاً |
ظلمٌ لمن قالوا: نريد حكومةً |
ظلمٌ لأطفالٍ صغارٍ أصبحوا |
ظلمٌ لمرضى صار رَجْعُ أنينهم |
ظلمٌ لشيخٍ مرَّ شهرٌ كاملٌ |
ظلمٌ، وصَمْتُ المسلمين حكاية |
أنَّى يقوم العدل في الأرض التي |
تشكو انحرافَ الناس عن سَنَنِ الهدى |
لكأنني بالأرض تطحن نَفْسَها |
وكأنني بالأرض غاضبةً على |
وكأنني بالأرض تُنكر ما ترى |
من مجلس الخوف المقيَّد بالهوى |
لا خيرَ في دولٍ تنام قريرةً |
يا غزَّةَ الأبطال صَبْرَكِ إنني |
وأرى صمودَكِ لوحةً معروضةً |
هذا الحصار وثيقةٌ مكتوبةٌ |
واللهِ، إني أُبْصر الفجر الذي |
رَمْزاً وكان بدايةً للسُّؤْدَدِ |
لم يَرْعَ كاتبها مكانَ المسجدِ |
واشتدَّ ظلمُ القاتل المتعمِّدِ |
والأقربينَ له، وكلِّ موحِّدِ |
وتعلَّقوا بالخالق المتفرِّدِ |
يتنافسون على طبيعةِ جَلْمَدِ |
بالله، إنَّ اللهَ أعظمُ مُنْجِدِ |
وسُموَّ روح المؤمن المتعبِّدِ |
مَلأَ النفوسَ بعزمها المتجدِّدِ |
لُغَةَ الصمود ودَرْسَ مَن لم يَصْمُدِ |
بالرغم من جَوْر الحصار الأَسْودِ |
قلب الحبيب وصَحْبه لم تخْمُدِ |
يرعى ويحفظ كلَّ داعٍ مُرْشِدِ |
لمَّا رأى فجر اليقين من الغَدِ |
والشمس أقوى من ضياءِ الفَرْقَدِ |
تمضي بوهم منصِّرٍ ومُهوِّدِ |
وشموخه العالي وبين الغَرْقَدِ؟ |
وبقيَّةٍ من جَذْوةٍ في موقدِ؟! |
وحصارُ غَزَّةَ صورةٌ لم تَبْعُدِ |
فيها بأحكام الشريعة نهتدي |
يتشوَّقون لشمعةٍ لم تُوْقدِ |
- لو يفهم الأعداءُ - صَوْتَ تَوَعُّدِ |
لم يَلْقَ كرسيًّا، ولم يتوسَّدِ |
سوداء تُخْبرنا بسوءِ المَشْهَدِ |
تشكو مكابرة العدوِّ الأَنْكَدِ؟! |
وضلالِ سَعْي الفاسقِ المتمرِّدِ |
لمَّا تشاهد جَوْر هذا المعتدي |
مِلْيارِنا المتثاقل المتردِّدِ |
من هيئة الأُمم التي لم تَرْشُدِ |
والنَّقْضِ حتى صار غيرَ مُسَدَّدِ |
وعيون غزَّةَ في الأسى لم تَرْقُدِ |
لأرى انبلاجَ الفجر أقرب موعدِ |
في الأُفْقِ تَرْسُم قُدْوَةً للمقتدي |
بمِدادِ إصرارٍ وأَحْرُفِ عَسْجَدِ |
ما زال يُعلنه أذانُ المسجدِ |
www.awfaz.com |
|