لقد عرفنا الشيخ صالح العجروش منذ أن قدمنا من السودان وقد أتى بنفسه للتعاقد معنا وكانت الجزيرة- آنذاك- تكتظ بالإخوة السودانيين في جميع أقسامها، منهم من سافر ومنهم من قضى نحبه، وأنا مع من ينتظر، وقد كان الشيخ صالح نعم الأب.. كان والداً للجميع، كان مديراً عاماً ورئيس تحرير عند سفر أبي بشار.. ولقد عرفت وسمعت بأن صالح العجروش رجل بر داخل وخارج (الجزيرة)، بل خارج نطاق المملكة، وكان - رحمه الله - يسبقنا دائماً إلى الصلاة عندما كنا نصلي في فناء (الجزيرة) بالناصرية، وإلى أن تم بناء مسجد، وقد كانت لي معه مواقف عديدة منها عند استلام الشركة الوطنية مهام توزيع (الجزيرة)، وقد تم نقل جميع الإخوة مديري التوزيع والموزعين للوطنية التي كان مديرها العام في ذلك الوقت أستاذنا خالد المالك، ولكن الشيخ صالح رفض تحويلي إلى الوطنية، حيث رأى أن أكون مشرفاً على المطبعة، وإلى يومنا هذا والمواقف كثيرة جداً، لقد أحاطنا بعطفه، كان يقف دائماً معنا ويتفقدنا ويسأل عن المريض، وكان له نظرة في تقدير الأمور، وكان عادلاً في تعامله مع موظفيه.. نعم يجب أن نبكيه يا أبا بشار.. لقد كان نبراساً هاشاً باشاً تصغر عنده الأمور رغم أننا نراها عظيمة..
نسأل الله العلي القدير أن يكون مكانه الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء، وأن ينزل عليه شآبيب رحمته.. آمين.