شهدت صناعة التعدين بالمملكة خلال السنوات القليلة الماضية تطوراً ملحوظاً وتحركاً جاداً نحو إقامة مشاريع عملاقة بعد أن ظلت طوال السنين الماضية تركز جهودها على استثمار عدد من المناجم المتواضعة لاستخراج المعادن النفيسة عبر شركات أجنبية كان أداؤها دون مستوى تطلعات المملكة التي تزخر أراضيها بالرواسب المعدنية الكثير. واستغلالا لهذا الكم الهائل من الرواسب المعدنية أنشأت الدولة شركة التعدين العربية السعودية (معادن) التي وسعت مجالات الصناعة التعدينية لتشمل استثمارات جديدة عملاقة في الفوسفات والألمنيوم إضافة إلى تطوير مناجم الذهب العاملة وتهيئة البنية التحتية مما يجعل عدداً كبيراً من الصناعات التحويلية سوف تزدهر.
وقفزت الاستثمارات التعدينية في أقل من عقدين إلى 44 ملياراً، كما ارتفعت رقع رخص الاستكشاف لأكثر من 80.000 كيلومتر مربع، مما ينبئ بقيام مشاريع ستغير وجه الصناعات السعودية، ويعوّل نجاح هذه الصناعة على تلك المشاريع التي يأتي على رأسها إنشاء المدينة التعدينية الصناعية برأس الزور بمساحة 78 كيلو متر مربع. ومشروع الفوسفات، الذي وقع مؤخراً معادن وسابك بتكلفة رأسمالية تبلغ (13) مليار ريال، بنسبة (70%) لمعادن و(30%) لسابك.
ويهدف المشروع إلى استثمار احتياطيات الفوسفات في شمال المملكة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية في المدينة التعدينية بمنطقة (رأس الزور). كما وقعت عقوداً لتصميم أربعة مجمعات صناعية لإنتاج حمض الكبريتيك، وحمض الفوسفوريك، والأمونيا، وفوسفات الأمونيوم الثنائي (داب) بطاقة سنوية إجمالية تبلغ ثلاثة ملايين طن، وذلك في إطار مجمع إنتاج الأسمدة بالمدينة التعدينية، المخطط لدخوله مرحلة الإنتاج منتصف عام 2010م بإذن الله، وسيكون من أكبر المجمعات العالمية المتكاملة في مجال صناعة الأسمدة الفوسفاتية.