العريش - غزة - العواصم - بلال أبو دقة - وكالات
بلغ عدد المواطنين الفلسطينيين الذين فروا من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية حتى صباح أمس الخميس نحو نصف مليون شخص حسبما أفادت مصادر أمنية مصرية.. وذكر شهود عيان أن الفلسطينيين الذين اقتحموا الأربعاء الحدود المصرية عبر ثغرات في الجدار الفاصل عند معبر رفح قضوا الليل لدى الأقارب وفي المساجد والمقاهي والشقق الخاصة بقضاء العطلات.
وأضافت المصادر أن حرس الحدود على الجانب المصري يحاولون منع وصول مزيد من الفلسطينيين إلى داخل سيناء بعد أن كان قد أعطى الرئيس المصري حسني مبارك تعليمات بعدم التعرض للفلسطينيين الراغبين في دخول مصر.
في الوقت نفسه أبقت السلطات المصرية على الحدود مفتوحة أمام الراغبين للعودة إلى قطاع غزة وأكد شهود عيان أن القوات المصرية لم تستخدم العنف ضد الفلسطينيين ولكنها تحاول (تحريكهم) للعودة إلى القطاع.
وتشير المصادر إلى استغلال التجار في شمال سيناء الفرصة المتاحة لبيع البضائع للفلسطينيين بعد أن خلت المتاجر في القطاع من الكثير من المنتجات بسبب فرض الحصار الكامل على جميع المعابر.
قد ذكر تقرير إذاعي أمس، أن مصر تعهدت للولايات المتحدة بإغلاق حدودها مع قطاع غزة سريعاً ومنع تدفق الفلسطينيين إلى أراضيها.
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية نقلاً عن مصادر دبلوماسية عربية ورسمية أمريكية بأن مصر أبلغت الولايات المتحدة بأنها تتوقع توقف تدفق الفلسطينيين ووعدتها بإعادة بناء الجدار الفاصل الذي اقتحمه فلسطينيون. وقد ذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن أجواء من الغضب سادت يوم الأربعاء في الدوائر السياسية والأمنية الإسرائيلية في أعقاب فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة.. وتوقعت مصادر إسرائيلية أن تنشب أزمة سياسية بين القاهرة وتل أبيب.. وتتركز الخشية الإسرائيلية من استمرار الوضع الحالي وهو خروج قطاع غزة من دائرة السيطرة الإسرائيلية وتحسين الوضع التفاوضي لحكومة حماس في غزة في فتح وتشغيل معبر رفح، إلى جانب الخشية من دخول السلاح إلى قطاع غزة دون رقيب.. من جهتة قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية إن إسرائيل تريد قطع صلاتها الباقية مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد أن فجر نشطاء أجزاء من الحاجز الحدودي بين القطاع ومصر.
وقال ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع لراديو الجيش الإسرائيلي: (علينا أن ندرك أنه عندما تكون غزة مفتوحة على الجانب الآخر فإننا نفقد المسؤولية عنها.. لذا نريد الانفصال عنها).