القاهرة - لبنان - علي فراج - وكالات
ناقش الرئيس المصري حسني مبارك صباح أمس مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بمقر الرئاسة بمصر الجديدة آخر التطورات على الساحة اللبنانية والجهود الرامية للوفاء بالاستحقاق الرئاسي في لبنان.
عقب اللقاء صرح السنيورة بأن المشاورات مع الرئيس المصري تناولت عدداً من القضايا الإقليمية الأخرى وفي مقدمتها الوضع في غزة.. مؤكداً رفض لبنان لسياسة العقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وحول مصير المبادرة العربية الخاصة بلبنان وإمكانية إدخال بعض التعديلات عليها قال السنيورة إن المبادرة تنطلق من أهمية تنفيذ الاستحقاق الرئاسي لأنه ليس من المقبول أن يستمر لبنان بدون انتخاب رئيس جديد للجمهورية الذي يستطيع أن يسهم من خلال دوره الدستوري الهام في النظام السياسي اللبناني في إعادة عمل المؤسسات الدستورية.
وأضاف أن عودة المجلس النيابي المعطل منذ 15 شهراً للعمل ستسهم في تحقيق الحوار بين اللبنانيين.
ووصف السنيورة المبادرة العربية بأنها هي الأمر الجدي المطروح على الساحة للإسهام جدياً في مساعدة اللبنانيين على الخروج من هذا الوضع الصعب.
وحول الجهة المنوط بها تفسير المبادرة العربية بعد اختلاف القوى اللبنانية على بعض المصطلحات الواردة بها قال السنيورة إن الجهة التي وضعت المبادىء وهي الجامعة العربية هي أولى الجهات بتفسيرها وذلك إغلاقاً لباب التفسيرات المختلفة من هنا ومن هناك.
وأوضح رئيس الوزراء اللبناني أن المبادرة العربية تنطلق أساساً من الدستور اللبناني ومن المفاهيم والمبادىء الأساسية التي تحكم الحياة السياسية في لبنان كما أنها لا تمكن الأكثرية من أن يكون لديها العدد الذي يمكنها من فرض أي قرار في نفس الوقت الذي لا تمكن فيه المعارضة من أن يكون لديها القدرة على التعطيل.
واعتبر السنيورة أن المبادرة العربية هي بمثابة اقتراح جدي ورصين.. مؤكداً أنه لا يزال ينظر إلى هذه المبادرة باعتبارها أولوية تحقق مصلحة لبنان ككل وتتيح الفرصة لعودة عمل المؤسسات الدستورية والسياسية.. وحول البديل في حالة فشل المبادرة العربية قال السنيورة إن غير ذلك سيقود لبنان إلى مواطن الخطر والفتنة والتشنج وإنه ليس أمام اللبنانيين سوى الجلوس مع بعضهم البعض لأنه لا يمكن للأوضاع أن تستمر على هذا النحو خصوصاً في تعطيل مجلس النواب وعدم انتخاب رئيس جديد.. وأكد أنه لا يرى بديلاً عما قدمته المبادرة العربية داعياً كل الأطراف إلى ضرورة فهم هواجس وآراء الآخرين والعودة لمفهوم الحوار.
وعلى صعيد التطورات في لبنان قطع متظاهرون بعض الطرق في لبنان أمس الخميس بعد دعوة نقابات أبرزها الاتحاد العمالي العام إلى إضراب احتجاجاً على غلاء المعيشة، في وقت يشهد البلد أزمة سياسية خطيرة.
وانتشرت قوى الجيش والأمن الداخلي بكثافة في بيروت وفي المدن الكبرى منعاً لأي تجاوزات.
في بيروت، منع العشرات من سائقي النقل المشترك سيارات أجرة تنقل ركاباً إلى مطار بيروت الدولي من مواصلة طريقها، من دون أن يتعرضوا للسيارات المدنية.. ودعت نقابات قطاعي النقل البري والزراعة إلى المشاركة في الإضراب، بينما أعلن عدد من النقابيين في قطاعات مختلفة عدم تجاوبهم مع الدعوة.
