من يشاهد الصفحات الرياضية لدينا عبر الملاحق الرياضية في صحفنا اليومية يجد أن مواضيع تلك الصفحات تتمحور حول أقلام رياضية تتحدث كثيراً عن المستوى التحكيمي وعن الأندية ومجريات الأحداث الرياضية وتغطيتها حدثا بحدث.
والإعلام الرياضي هو جزء من نشأة الرياضة بعمومها، وتوصيل مهام تلك الممارسات الرياضية، والدخول عبر الأبواب لتفريغ وتوصيل الرسالة على أكمل وجه. والرئاسة العامة لرعاية الشباب بوجود وكالة للإعلام تعمل بجهد لتغطية ومواكبة الأحداث ومتابعة كل ما يتعلق بالرياضة السعودية لدينا بمختلف الألعاب، وكذلك مختلف الأنشطة الثقافية.
ولعل الشباب في بلادنا هم جزء من مهام الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فنعلم قبل فترة ليست بقصيرة أن الرئاسة أنشأت بيوت الشباب في مختلف مناطق المملكة؛ لكي يمارسوا ويروحوا عن أنفسهم بالألعاب الرياضية من سباحة وكرة طائرة وألعاب أخرى. هذه الخطة نجد أنها وجدت صدى واسعا ولقيت الابتسامة المرضية من قبل شبابنا، وهو شيء ليس بمستغرب من قِبل حكومتنا الشريفة.والإعلام الرياضي هو بالحقيقة رسالة، وليست رسالة من كاتب رياضي قد ينتمي (لناد فقط) وتأخذه العاطفة. والحقيقة أننا عندما نشاهد عبر الأعمدة اليومية من قِبل الكُتاب (الرياضيين) بالصحف الرياضية نجد أن مواضيع تلك المقالات تتمحور حول مجريات مباراة ما: تحكيم، سيرة لاعب، ظلم.. نعم هي جزء من مهام الكاتب الرياضي بتحليله المقنن وبخبرته وممارسته الرياضية، ولكن نجد أن تلك الكتابات أصبحت هي الجزء الأهم للكاتب!نحن نفتقد كثيراً الكتابة حول الرياضة والشباب، وهي قد تكون (عملية مزدوجة) بين الكاتب الرياضي والكاتب الاجتماعي، ليس تقليلاً بحق الكاتب الرياضي، ولكن نجد أن معظم الممارسات الكتابية وبنسبة كبيرة جداً تدور حول ناد معين!
إنَّ الشباب هم الركيزة الأساسية للأنشطة، ولو لاحظنا المراكز الصيفية التي تقيمها وزارة التربية والتعليم كل سنة في فترة الصيف، نجد أنها تحمل سمات دعم الشباب وتفتقد التغطية الإعلامية، وحرمان المراكز من الإبداع من قِبل بعض الأقلام الرياضية المميزة. ولا يجب أن تكون ممارسة الكاتب الرياضي حول كرة القدم فقط، ولكن من المفترض أن يوسع مجاله في ربط الشباب والرياضة والأنشطة الثقافية بشبابنا، بل يطالب الأندية الرياضية عبر المراكز الإعلامية الموجود بها بعمل أنشطة ولو لفترة لممارسة الرياضة وعقد الندوات والمحاضرات للشباب.
من حق كل كاتب رياضي أن يكتب للنادي الذي ينتمي إليه، ومن حقه أن ينتقد بوجود ضوابط لا تتعدى هضم وتعدي حقوق الأندية الأخرى. ولعل إتاحة الفرصة لي شخصياً من قِبل مدير التحرير الأستاذ محمد للكتابة عن النادي الأهلي العام المنصرم بعد أن خصص ملحقاً رياضياً كاملاً عبر صحيفتنا الغراء بمناسبة تحقيقه لبطولة كأس ولي العهد، هي فرصة للكتابة عن ناد أنتمي إليه، ولكن لا نجعل ذلك الانتماء يطغى على بقية المواضيع الأخرى! وقد طالب صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله وهو (الأب الروحي للأهلي) بالابتعاد عن الكتابات والتعصب الرياضي، ولنجعل الكاتب الصحفي رسالة جيدة وهادفة للرياضة لدينا.
شبابنا بحاجة لدعمهم رياضياً وثقافياً وفتح المجال لهم بالمشاركات وزرع روح الرياضة لديهم، وإيصال المفهوم الرياضي لعقولهم.
الأهلي، الهلال، وبقية الأندية نتمنى أن نجد منها التوافق بين المراكز الإعلامية الموجودة في مقار أنديتهم وبين الكُتاب الرياضيين ورسم الرسالة الرياضية المفيدة.
سلمان بن عبدالله القباع
s.a.q.1@hotmail.com