ولأنه الرجل الفاضل ومن خيرة الناس في أخلاقه وصاحب الشخصية المحبوبة.. ولأنه قد فرض من خلال الابتسامة التي لا تفارقه أبداً - حتى وهو على فراش المرض - على من لا يعرفونه محبته في حياته والدعاء له بالمغفرة بعد أن فجع الجميع بخبر مغادرته هذه الدنيا الفانية بعد معاناة طويلة مع آلام المرض فما بالكم بمن عرفوه وزاملوه وحظوا بالرفقة الطيبة والاستزادة من علم وخبرات النقي عبد العزيز بن إبراهيم السيف..
فجعنا بك يا أباعمر.. ورحلت عنا وعن كافة أحبابك مع نسائم الصباح الباردة, فكان الوداع مؤلماً ومحزناً وحاراً وخنقتنا العبرات والجموع تودعك إلى مثواك الأخير جعله الله روضة من رياض الجنة..
كان - رحمه الله - متفانياً بعمله ومخلصاً لوطنه من خلال عمله في أمانة منطقة حائل وقدَّم الكثير والكثير.. لم أره يوماً يشتكي أو يتململ من كثافة العمل وزحمة المواعيد والاجتماعات..
أتذكر (أبا عمر) وقد أمضى الليالي في العمل التطوعي لنادي الطائي من خلال جملة الأعمال الجليلة والمناشط الثقافية والاجتماعية التي كان ينفذها النادي تجاه مختلف شرائح المجتمع, والتي وجدت صدىً واسعاً.. وهذا ملمح بسيط عن تلك الأعمال..
أتذكره أيام تشرف نادي الطائي بتمثيل المملكة في البطولة العربية وتنظيم تصفيات المجموعة الثانية للأندية أبطال الكؤوس هنا في حائل وإشرافه المباشر وعمله المتواصل على النشرة المصاحبة للبطولة (عزوتي) وذلك النجاح الباهر والعمل الجبار الذي قام به مدفوعاً بحب تحقيق أعلى درجات النجاح الذي يسجل وسجل باسم حائل..
فرغم عشقه الكبير لنادي الطائي إلا أنه كان حريصاً على متابعة مراحل طباعة النشرة بشكل مباشر بعد أن أشغلتنا متابعة المباريات عن معاونته والتخفيف عنه من حجم العمل والمتابعة الدقيقة لكل جملة، بل كل كلمة تكتب في تلك النشرة.. ورغم كل (التعب) و(الإرهاق) فقد كان صوته لا ينقطع عن متابعة مستجدات مباريات (الطائي) في تلك البطولة.. وأحياناً يختفي صوته بعد أن يمتزج بأصوات آلات الطباعة..
هو ببساطة (مجموعة إنسان) وخليط من المشاعر التي تمنحك طاقة كبرى للعمل والعمل بدون كلل..
ويتذكر كل الطائيين (أبا عمر) مع تلك العريضة الشهيرة التي حملت مشاعر وتواقيع آلاف الطائيين وقدمت أمام يدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب لدى زيارته التاريخية لنادي الطائي قبل سنتين..
بصراحة لا أدري ماذا أقول أو أكتب وقد عجز القلم عن التعبير عمّا يختلج في دواخلنا من حزن ونحن نودعك اليوم..
لا أدري هل أرثيك أم أرثي (قلوبنا) التي ملأها الحزن لفراقك أيها النقي وصاحب القلب الطيب الذي لم يعرف سوى التسامح والمودة والمحبة طوال حياته..
الطائي يرثيك بناسه وتاريخه وتجاربه وذكرياته وأجياله وكل الأعمال التي حفرت في الذاكرة قبل أن تنقش في صفحات هذا النادي العريق..
نعزي أنفسنا قبل أن نعزي أهلك وذويك..قلوبنا تتضرع إلى المولى عزَّ وجلَّ بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته..{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.