«الجزيرة» الرياض :
انطلقت بمحافظة جدة فعاليات ملتقى المبتعثين الثاني الذي تنظمه وزارة التعليم العالي ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، وذلك بمشاركة 3240 مبتعثاً ومبتعثة. وتشتمل برامج الملتقى على محاضرات تركز على التهيئة النفسية والاجتماعية للمبتعث، وأساليب تطوير الذات، وتحقيق النجاح، ومهارات التعلم الذاتي، وأخلاق المسلم وعلاقته بالآخر، ومسؤولية المبتعث والدور المأمول منه، إضافة إلى البيئة التعليمية في الدول المذكورة وأنظمتها. كما سيتم خلال فترة انعقاد الملتقى الذي يستمر لأربعة أيام توزيع كتيبات تعريفية، ونشرات إرشادية، وأشرطة وثائقية لجميع الدول المبتعث إليها من سفارة البلد نفسه.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول للملتقى تسجيل الطلاب المبتعثين إلى استراليا، نيوزلندا، سنغافورا، وماليزيا، حيث بلغ عدد المرشحين والمرشحات للابتعاث إلى هذه الدول نحو 908، فيما يشهد اليوم الأربعاء، تسجيل أكبر عدد من المرشحين النهائيين للابتعاث وتضم مجموعة المبتعثين إلى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وهولندا والمجر ويبلغ عدد أفراد هذه المجموعة 1446 مبتعثاً ومبتعثة، في حين يبدأ يوم الخميس تسجيل آخر المجموعات، وتشمل المبتعثين إلى كندا والتي يبلغ عددها 886 طالباً وطالبة.
وقد تواجدت الجزيرة منذ وقت مبكر بفندق هيلتون جدة المكان المخصص لعقد الملتقى وتم الاطلاع على هموم ومشاكل الطلاب عن كثب ورصد رغباتهم وتطلعاتهم ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الثالث.
وفي هذا الإطار التقت الجزيرة بالدكتور عبدالله الموسى المشرف العام على برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي جاء فيه تسليط الضوء على رأي وزارة التعليم العالي في مجمل ما يعانيه الطلاب وما قد يساعدهم في التخلص من بعض العقبات:
* بداية جهود كبيرة ومثمرة لوزارة التعليم العالي لتنفيذ هذا البرنامج.. أثناء الجولة لاستطلاع آراء الطلاب عن البرنامج وجدنا ان عددا لديهم بعض الإشكاليات مع مركز القبول بالوزارة ما تعليقكم؟
- أولاً مسألة الحصول على قبول للطالب أعتقد أنها ليست من مهام وزارة التعليم العالي وإنما جهد مساعد من الوزارة وقد قمنا خلال شهرين بالحصول على أكثر من 4500 قبول للطلاب بأكثر من 700 جامعة عالمية، كما نعد الطلاب بأنه خلال الشهر القادم سوف نعمل جاهدين على استكمال جميع القبولات على حسب وعود الجامعات والملحقيات، وبالمناسبة هناك حوالي 700 قبول سوف تصلنا الاسبوع القادم لطلاب كندا في مختلف التخصصات.
* سعادة الدكتور استوقفتني شكوى أحد الطلاب للجزيرة بأنه حاصل على امتياز مع مرتبة الشرف حاسب آلي ولم يحالفه الحظ بالحصول على قبول؟
- في الحقيقة قضية قبول طلاب الدراسات العليا تخضع إلى معايير تختلف عنها بالنسبة للدراسة الجامعية ولا احد يستطيع ان يجبر أي جامعة أو مؤسسة سواء داخل المملكة أو خارجها على القبول حيث ان القبول يكون بإشراف لجان اكاديمية تعمل على تقييم عوامل كثيرة منها سيرة الطالب الذاتية واهتماماته، ولك ان تتخيل أن بعض الطلاب يتم عرضهم على أكثر من عشر جامعات، ولا يتم قبولهم فيها والسبب أنهم لم يقدموا أنفسهم بالشكل الصحيح، والبعض الآخر يتم عرضهم على سبيل المثال على جميع جامعات أستراليا تقريباً والتي تقدر بخمسين جامعة ولا يتم قبولهم نهائياً مما يضطر وزارة التعليم العالي إلى تغيير دولة الابتعاث لهم.
* هل بالإمكان تسليط الضوء على آلية القبول لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي؟
- الحمد لله بالنسبة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الثالث والبرامج السابقة حسمت بناء على المعدل وآلية معينة وبشافية تامة من قبل وزارة التعليم العالي حيث تم فتح باب الاعتراض على القبول لجميع الطلاب، والحقيقة أن هناك بعضا من الطلاب متأخرين في تسليم وثائقهم أو لديهم نقص في بعض المستندات وقد تم قبول حوالي 6886 طالباً في البرنامج الثالث.
* وماذا عن طلاب الاحتياط في برنامج خادم الحرمين الشريفين الثالث؟
- يوجد لدينا 5152 طالبا وطالبة في الاحتياط وليس لهم فرصة حقيقية للابتعاث إلا في حالة تأخر عدد كبير من المبتعثين وحينها سوف يتم قبولهم، وزارة التعليم تدعو جميع الطلاب إلى ضرورة الاهتمام بمواعيد بدء الدراسة المحددة ببلدانهم، حيث ان هذا الموضوع مهم جدا لسمعة الوطن، وعلى سبيل المثال الابتعاث لكندا للزمالة الطبية كان لدينا 200 مقعد والآن ليس لدينا سوى 60 مقعدا والسبب أن عددا من الأطباء يفضل التغيير إلى دولة أخرى أو عدم الرغبة في الابتعاث مما قلل سعة المقاعد المخصصة لكندا وبالتالي سببوا أضراراً لحقت بزملائهم الآخرين في الوقت الحالي والراغبين للابتعاث لكندا.
وفي هذا الاطار أنصح جميع الطلاب الذين يدرسون في هولندا وفرنسا والمانيا والمجر وسلفاكيا والراغبين في تغيير دولة الابتعاث بسبب وجود لغة ثانية أو أي صعوبات بأن لديهم مقاعد دراسية طبية مباشرة ونهائية وهي تختلف عن تلك المقاعد المتوفرة في كندا وماليزيا ونيوزيلندا واستراليا وأمريكا حيث يدرس الطلاب كلية علوم تحتاج إلى منافسة مع طلاب آخرين ونسبة نجاحهم قليلة.
* مسألة التأشيرات ماذا أعدت وزارة التعليم العالي في هذا الصدد وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية؟
- الحمد لله كان هناك تنسيق، الصيف الماضي مع السفارة الأمريكية ووزارة التعليم العالي وهم متعاونون معنا بشكل كبيرة وقد تم عقد لقاء مع بعض المسؤولين وعلاقتنا جيدة بهم وهي أفضل من ذي قبل وتقوم وزارة التعليم العالي بتزويدهم بأسماء الطلاب المبتعثين الراغبين للسفر لأمريكا وذلك لتيسير عملية استخراج الفيزا.
* بعض الطلاب منزعجون من تاريخ عقد الملتقيات وبخاصة ملتقى جدة الذي تزامن مع قرب سفرهم؟
- السبب يعود بأن جميع الفنادق محجوزة لموسم الحج ولم نجد إلا هذا التوقيت.
* ما هو هدفكم من هذا البرنامج وهل لديكم تنسيق مسبق مع القطاع الخاص بهذا الشأن؟
- هدفنا القطاع الخاص وجميع التخصصات مطلوبة ولدينا تنسيق مع الغرف التجارية وزارة العمل ومع المدن الاقتصادية الجديدة ومع سوق العمل وهذا هدفنا والفرص موجودة لكن أنا أقول إن الطالب يصنع نفسه والشهادة ليست كافية ولابد من إتقان المهارة التي ابتعث من أجلها وبلادنا العزيزة مليئة بالفرص.
* أخيراً سعادة الدكتور ماذا أعددتم من خطط لتفادي تكدس الطلبة المبتعثين في الجامعات وبخاصة أستراليا ونيوزيلندا؟
- بصراحة مشكلة أستراليا أن عدد الطلاب الراغبين بالابتعاث إليها كبير وعدد الجامعات قليل في حدود الستين جامعة ولكن بأمريكا تجد أن هناك أكثر من ألف جامعة المعتمدة تقريبا وعدد الطلاب الموجودين حوالي خمسة عشر ألف طالب ولا تجد مشكلة ولكن نحن في هذه المرحلة نهدف إلى توزيع الطلاب توزيعا عادلا في مختلف الجامعات وقد أوقفنا الابتعاث إلى عدد كبير من الجامعات التي نرى أنه سيكون هناك تكدس فيها.