حينما زرته في منزله قبل حوالي شهر، رأيته وهو في أصعب مراحل مرضه كما هو دائماً وكما عرفته منذ سنوات كريماً بشوشاً مبتسماً يجيد الاحتفاء والانصات، وكأنه - رحمه الله - لا يعاني من المرض وشدة الألم.
كانت المرة الأخيرة التي رأيت والتقيت وتحاورت مع الأخ والصديق الخلوق عبدالعزيز السيف -رحمه الله- وهكذا تأكدت وقتها من جديد أنني أمام رجل صالح ومواطن مخلص وإنسان مختلف في نقائه ووفائه والتزامه ونجاحه في سائر مسؤولياته وممارساته واهتماماته سواء في عمله كمدير للإعلام والعلاقات العامة في أمانة منطقة حائل، أو من خلال مساهماته وأعماله التطوعية في المجالات الخيرية والاجتماعية والثقافية والرياضية في المنطقة.
ظل أبو عمر -رحمه الله- من القلائل الذين ينظرون لكل الأشياء بثقة ونية حسنة وإلى المستقبل بتفاؤل.. وكان مبادراً وبارعاً في صياغة الفعل الراقي والمشروعات الحضارية الجميلة لحائل.. كما استمر وتطور في عمله عصامياً نزيهاً حريصاً على أداء واجباته الوظيفية بانضباطية مقرونة بالتواضع والاحترام والطيبة.
أبا عمر.. فقدتك حائل المجتمع والناس والأفعال الخيرة.. وأفقدك صديقاً رائعاً وأخاً صادقاً ومحباً مشرقاً للحياة والبذل والعطاء.. رحمك الله وغفر لك وأسكنك فسيح جناته.. وألهم أبناءك وأهلك وعائلتك ومحبيك الصبر والسلوان.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.