في ظهيرة يوم الأحد 11 من محرم صدمت عند سماعي نبأ وفاة الشيخ الجليل صالح العجروش -رحمه الله رحمة واسعة- فلا راد لقضاء الله وقدره ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ذكريات كثيرة مرت ببالي وأنا أتلقى نبأ وفاة الشيخ أبي خالد داخل مبنى (الجزيرة) فللفقيد أيادٍ كبيرة في تأسيس هذه الجريدة وله الفضل بعد الله في كثير من الإنجازات التي تحققت للجريدة. وله الفضل أيضا على كثير من الزملاء الذين عملوا تحت إدارته وأنا واحد منهم.
مرت تلك الذكريات الكثيرة وأنا عاجز عن تذكر أدق التفاصيل فكلما تذكرت شيئا أعود لنبأ الوفاة غير مصدق لها فلله الأمر من قبل ومن بعد.
فقد كان الشيخ صالح العجروش مديرا عاما ل(الجزيرة) في أيام صباها وأوج تألقها ومن هذا السياق أقول وحسب عملي تحت إدارته رحمه الله في تلك الفترة أقول بأن الفقيد كان محل اهتمام وتقدير ومحبة كل من عمل معه وتحت إدارته.
أبو خالد كان صديق الجميع وكان تعامله مع الموظفين بالجريدة كأخ أكبر لهم وكان رحمه الله صادقا في عمله فأحبه الجميع دون رياء ودون مجاملة.
وكان يمثل مع صديقه ورفيق دربه رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك أطال الله بعمره ثنائياً رائعاً في إدارة المؤسسة والجريدة فقد كانت تلك الفترة الذهبية في عمر (الجزيرة) الجريدة.
وتمت في تلك الفترة أهم الإنجازات وإرساء القواعد الأساسية الصحيحة لمؤسسة (الجزيرة) والتاريخ يشهد بأهمية تلك الفترة في تكوين الأسس الثابتة وذلك بفضل التعاون بين الثنائي (العجروش والمالك).
وكانت محبتهم وتفانيهم وإخلاصهم ل(الجزيرة) الكيان و(الجزيرة) المؤسسة السبب في أن ارتفعت بالجريدة إلى مستوى أقوى الصحف السعودية في تلك الفترة وكانت الرقم الصعب في عالم الصحافة وقد تعلمنا منه الكثير من الإيثار وبذل كل الجهود للبقاء على العهد (بأن تبقى (الجزيرة) أول اهتماماتنا).
رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جنانه وستبقى أبا خالد في عقولنا وعقول محبيك الكثر. والحمد لله رب العالمين و{ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
* قسم الإخراج (الجزيرة)