Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/01/2008 G Issue 12901
الخميس 16 محرم 1429   العدد  12901
مات أبو خالد
عبد الرحمن بن سعد السماري

فقدت الساحة الصحفية.. واحداً من الرواد الأوائل في عالم الصحافة.. كان أحد أركانها.. وأحد الذين ساهموا في تلك النقلة الكبرى.. والمنعطف التاريخي.. الذي شهدته الصحافة السعودية خلال العقود الماضية.. وأحد شواهد عالم الصحافة بكل ما فيه.

** توفي قبل أيام قليلة.. الشيخ صالح العلي العجروش.. وكلنا يعرف هذا الاسم جيداً وكلنا يتذكر.. من هو أبو خالد..

** عايش مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر سنوات.. وكان مديراً عاماً لها لسنوات.. وعايش النقلة الكبرى التي حققتها جريدة الجزيرة.. حيث تحولت من صحيفة أسبوعية مغمورة ضعيفة وبسيطة.. إلى أنجح وأكبر صحيفة يومية محلية.

** صالح العلي العجروش.. كان أحد فرسان هذه المرحلة.. حيث كان المدير العام للمؤسسة.. وأحد صانعي هذا النجاح.

** والحديث عن أبي خالد.. حديث طويل.. فهو الذي يمتلك شخصية محبوبة رقيقة قريبة من الجميع.. كان مكتبه مفتوحاً طوال النهار للجميع.

** كان مكتبه يجمع المحررين والكتاب والمثقفين والإداريين والموزعين.. وكان الحوار مستمراً طوال النهار.. وكان أبو خالد يجلس خلف أوراقه المالية والإدارية والتسويقية منهمكاً في عمله.. يؤديه بكل مسؤولية وأمانة وإخلاص.

** كان مبتسماً دائماً.. وكان قريباً من الجميع.. وكان صدره مفتوحاً للكل.

** كانت مؤسسة الجزيرة الصحفية.. أنجح مؤسسة صحفية.. وكان هناك انسجام ليس له نظير في عالم الصحافة بين المدير العام ورئيس التحرير.

** عاش الاثنان (أبو خالد وأبو بشار) وكأنهما توأمان.. ليصنعا أنجح وأكبر وأفضل مؤسسة صحفية في وقت كانت المعارك بين كل مدير عام ورئيس تحرير تملأ الآفاق.. وحديث كل ملتقى.

** كان مكتب أبو خالد في الدور الأول.. وفي مدخل الجريدة.. كل من يقصد الجريدة يمر بمكتبه.

** تدخل مكتبه.. فيقابلك بابتسامته المعهودة ويرحب بك ترحيباً كبيراً.. ويضغط الجرس فتكون القهوة والشاي.. ولا زلت أتذكر السعاة والقهوجية بأسمائهم.

** كان أبو خالد شخصية متواضعة للغاية.. كان يمازحهم ويتلطف معهم.. وكان قريباً منهم ومن مشاكلهم.. وكان الكل.. يحب أبا خالد.

** المحررون كلهم.. والكتاب.. يمرون على مكتب أبي خالد ويجلسون معه بشكل شبه يومي.

** كانت زاويته الشهيرة (صباح الخير) واحدة من أعمدة الجريدة.. كان يكتبها كل يوم في الصباح الباكر لتنشر يوم غد.. وكانت تتناول قضايا ومشاكل اجتماعية مختلفة.. وكانت زاوية ساخنة في أكثر الأوقات.. بل كانت تغضب المسؤول أحيانا.. لأنه كان يدافع عن المواطن وعن قضاياه.

** لازلت أتذكر الإدارة العامة والإعلانات والتسويق والتوزيع والطاقم الذي كان يعمل معه آنذاك في كل قسم.

** كانت مؤسسة الجزيرة تملك إدارة توزيع كبيرة جداً.. وكانت سيارات و(دبابات) الموزعين تملأ ساحات المؤسسة والساحات والشوارع حول المؤسسة.

** تمر على المؤسسة في ساعات الفجر.. فلا تستطيع الاقتراب منها.. من زحام السيارات والدبابات التي تستلم الجريدة لتوزيعها.

** كانت الجريدة تخرج بـ(28) و(32) صفحة.. وربما (36) صفحة في وقت كانت أكبر الصحف لا تستطيع تجاوز (24) صفحة.

** تحضر إلى الجريدة قبيل الفجر لاستلام نسختك من الجريدة فتجد أبا خالد أحياناً هناك بين عمال وآلات الطباعة.. وبين الموزعين.. متفقداً وموجهاً ومبتسماً.. إلى أن يأخذ طريقه للمسجد المجاور للجريدة ليصلي الفجر.

** هذه بعض الملامح السريعة من شخصية هذا الإنسان الكبير الذي غادرنا وترك كل تلك السيرة العطرة الحسنة.

** رحم الله أبا خالد وأسكنه فسيح جناته.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد