إعداد - فوزية الصويان
تحتاج الأم العاملة إلى مكان آمن ومناسب لوضع أطفالها فيه ساعات خروجها للعمل، وفي الغالب تكون (دار الحضانة) المكان المناسب لهذه المهمة!
ولكن مع قلة دور حضانات الأطفال المصرح بها التي لا يتجاوز عددها الخمس حضانات كأقل تقدير على حسب الإحصائيات المسجلة في الغرفة التجارية و400 حضانة تابعه لوزارة التربية والتعليم، تضطر بعض الأمهات العاملات البحث عن دور خاصة خارجية (غير رسمية) للتعاقد معها. الأمر الذي جعل الكثير من السيدات (العاطلات وربات البيوت) إلى استغلال هذا النقص في دور الحضانة ومدى حاجة الأم إلى هذه الدور والقيام بممارسة هذه المهنة من منازلهن باعتبارها (مشروعات مربحة) وتناسب إمكانياتهن.! وبالرغم من أنها غير خاضعة لمسؤولية وزارة التربية والتعليم إلا إنها تلاقي إقبالاً كبيراً وتنافساً من الأمهات.
(الجزيرة) كان لها هذا الاستطلاع مع معاناة بعض العاملات السعوديات وصاحبات مشروعات (الحضانة المنزلية)..
مشروع محدود ولكنه مربح..؟!
في البداية تبين (أم علي) ربة منزل بأنها كانت موظفة في إحدى القطاعات الخاصة، ولكن معاناتها مع أطفالها الصغار وتركهم حين ذهابها للعمل جعلها تتنازل عن الوظيفة في سبيل البقاء معهم..
وتضيف أنها فكرت في فتح حضانة خاصة في منزلها لاستقبال أطفال العاملات في فترة ذهابهن للعمل مقابل مبلغ شهري خاصة أنها عاشت معاناة العاملات وكيفية التوفيق بين العمل وتربية الأطفال.
بدورها بينت (لولوة) خريجة جامعية.. بأنها وبمشورة إحدى الأخوات رأت أن تخصص جانباً من منزلها وتهيئه ليتناسب مع جو الحضانة والاستعانة بمساعدة لها ومن ثم استقبال أطفال العاملات في هذه الحضانة.
وعن المبالغ التي وضعتها في هذا المشروع قالت إن مشروعها لم يكلفها الشيء الكثير فقد خسرت عليه بما يقارب 8000 ريال وذلك لإحضار الألعاب وإعادة تصميم المكان، واستطاعت وخلال فترة وجيزة أن تعوض هذا المبلغ خصوصاً أن المشروع لا يتوقف نشاطه على موسم محدد فحتى فترة الإجازات تحتاج بعض الأمهات لمثل هذه الحضانات المنزلية.
وعن مدى إذا كانت هذا المشروع يحتاج (لتصريح) تبين لولوة بأنها تمارس هذه المهنة منذ أكثر من سنتين ولا تعرف ما يسمى ب (تصريح رسمي) ولا تعتقد بأنها تحتاجه. فكثير من السيدات العاملات حين يتعاقدن معها لا يسألن عما إذا كانت حضانتها مصرح بها أم لا، ولم تواجه حتى الآن أي اعتراض أو شكوى من إحدى الأمهات أو مطالبة أي جهة بإيقاف هذه الحضانة.
معاناة الأمهات العاملات..؟
وعن معاناة الموظفات العاملات تبين (رقية السليل) بأن تربية الأطفال تظل عائقاً أمام المرأة العاملة، وتضيف أن بعض الجهات لا تدرك هذا الشيء بل وتتجاهل الحضانة وكأنها ليس حقاً من حقوق الموظفة لرعاية أبنائها فترة عملها.
وبالرغم من أنها لا تخضع لشروط السلامة وليس هناك لجنة دائمة لمتابعة هذه الحضانات المنزلية إلا أنها تلاقي إقبالاً من الأمهات العاملات فليس لديهن خيار سوى هذه الحضانات الخاصة مع قلة عدد الحضانات المصرح بها.
وعلى النقيض الآخر تبين (هداية الشلوي) بأن الحضانة المنزلية أفضل بكثير من الحضانات التابعة لأي جهة مصرح بها وذلك لأن الطفل يكون في جو مناسب له وبين أيدٍ سعودية تتفهم العادات والتقاليد وليس بين أيدٍ أجنبية مما يجعل الأم تذهب إلى عملها وهي بأتم الراحة على أطفالها، إلى جانب أن أسعار الحضانة المنزلية أرخص بكثير من الحضانات الأخرى.
فيما تبين عهود العلوي أن مشروع (الحضانة المنزلية) يهدف إلى مساعدة المرأة العاملة في الحصول على حضانة جيدة ومناسبة لأطفالها، بالإضافة إلى المساعدة في الحد من تزايد البطالة بين صفوف الإناث في المجتمع السعودي، إذ إن المشروع سيسمح للنساء السعوديات بالأخص العاطلات بفتح حضانات في منازلهن وإن انعدمت الشروط والرقابة.وتضيف بأن هناك الكثير من العاطلات بعدما انعدمت لديهن فرص الحصول على الوظائف من أن يقمن بمثل هذا المشروع البسيط في مضمونه والواسع في ربحيته.يذكر أن بنك التسليف كان قد أقر في وقت سابق تقديم قروض ميسرة للنساء الراغبات في فتح حضانات.