القاهرة - مكتب (الجزيرة) - محمد حسين - رفح - غزة - بلال أبو دقة
تدفق آلاف الفسطينيين إلى مدينة رفح المصرية بعد تفجير السياج الحدودي الفاصل بين مصر والأراضي الفلسطينية فجر أمس بعد يوم عاصف وقفه الفلسطينيون على معبر رفح وطالبوا فيه المجتمع الدولي بالتدخل وإنقاذهم من كارثة إنسانية محققة بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.
وذكر فلسطينيون من المتدفقين إلى رفح المصرية أن ما حدث من اقتحام للأراضي المصرية جاء عفويا بعدما ضاقت الدنيا في وجه سكان القطاع، مشيرين إلى أن المتدفقين على مصر هدفهم فقط الحصول على احتياجاتهم من السلع والأدوية المحرومين منها في قطاع غزة بسبب الحصار.
وكان عشرات المسلحين قد زرعوا عبوات ناسفة في أجزاء من الجدار في الجانب الفلسطيني من الحدود مع مصر جنوب مدينة رفح وفجروها حيث سمع دوي انفجارات متتالية في كل أرجاء المدينة وقد انهارت أجزاء كبيرة من الجدار الخرساني ولجأ عدد كبير من الفلسطينيين الذين اجتازوا الجدار الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر إلى المحال التجارية التي فتحت أبوابها مبكرا عقب الاقتحام, لشراء البضائع والمواد الغذائية والأدوية لإدخالها إلى القطاع.
وشوهد تزاحم كبير على محطات البنزين والوقود المصرية للحصول على احتياجاتهم من البنزين والسولار, وتم نقلها في جراكن إلى داخل القطاع. إلى ذلك التزمت أجهزة الأمن المصرية الهدوء التام في التعامل مع الأزمة وعدم التعرض للفلسطينيين النازحين نظرا للحالة الإنسانية التي عليها سكان غزة.
وقال مصدر سياسي مصري إن مصر تبذل جهدا كبيرا مع أشقائها العرب من أجل فك حصار غزة، مشيرا إلى أن اللواء أحمد عبدالحميد محافظ شمال سيناء قد أصدر توجيهاته بوضع جميع أجهزة المحافظة في حالة استعداد تام ورفع حالة الطوارئ القصوى بجميع المرافق الخدمية.
وأكدت حركة (حماس) التي تحكم سيطرتها على قطاع غزة أن اقتحام المواطنين الحدود مع مصر خطوة شعبية عفوية لم يكن مخططا لها وهبة جماهيرية ناجمة عن ضغط وكبت الحصار المشدد الذي يعانيه المواطنون.
من جانب آخر استشهد فجر وصباح أمس ثلاثة فلسطينيين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ومدينة نابلس فيما اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس 13 فلسطينياً في مناطق مختلفة من الضفة الغربية بدعوى أنهم مطلوبون. وقضى صباح أمس المواطن الفلسطيني (إسماعيل أحمد العطار - 50 عاما) بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة بينما كان بالقرب من منزله في منطقة الداعور ببلدة بيت لاهيا عندما أطلقت قوات الاحتلال القريبة من شرقي البلدة نيرانها فأصابته بعيارات نارية بالحوض استشهد على أثرها فوراً.
واستشهد فجر أمس الأربعاء المقاوم (يحيى البيوك - 24 عاماً) أحد عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وأصيب أربعة آخرون من رفاقه في اشتباكات مسلحة مع قوات إسرائيلية خاصة توغلت في محيط معبر صوفا بمنطقة الفخاري شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وفي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية استشهد فجر أمس الشاب (أحمد أبو هنطش - 33 عاما) متأثرا بجراحه التي أصيب بها في الاجتياح الأخير للمدينة. كما استشهد (محمود القرم - 22عاما) أحد عناصر كتائب القسام من حي الصبرة بمدينة غزة في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء - الأربعاء متأثراً بجراح أصيب بها في غارة إسرائيلية على سيارة مدنية كانت تقل أربعة من مقاومي القسام استشهد ثلاثة منهم على الفور الخميس الماضي.