كنت في دمشق والمناسبة حضور معرض دمشق الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين وبالمناسبة فإنه على الرغم من تعدد دور النشر العربية والأجنبية والمكتبات المختلفة التي شاركت في هذه التظاهرة الثقافية الضخمة إلا أن عناوين الكتب المتعلقة بالفن التشكيلي لا تكاد تذكر وتكاد تجمع القلة من الكلمات التي وجدتها على تناول سير ذاتية لفناني أوطانها فقط هذه الحالة التي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الأمة العربية تكاد تكون برمتها تعاني من الأمية التشكيلية إن جازت التسمية!!
أعود للمعرض الذي حدث فيه أن حضر ذات يوم لجناح الرئاسة العامة لرعاية الشباب الذي تشرفت وزميلي خالد المرشدي بالإشراف عليه أقول: حضر صدفة اثنان من الفنانين التشكيليين أحدهما من البلد المضيف للمعرض والآخر من إحدى دول المغرب المغربي وبطبيعة الحال بعد تشعب الحديث جنحنا عنوه نحو الفن التشكيلي وأوضاعه في العالم العربي وحال التشكيلي العربي بشكل عام وما يلاقيه من جحود وعدم اهتمام من معظم شرائح المجتمع وإغفال الإعلام له وخير مثال لذلك ما يلاحظ هنا في هذا المعرض من ندرة المؤلفات في هذا الجانب مروراً بأهمية التواصل ما بين الفنانين التشكيليين العرب وأهمية وجود قنوات اتصال رسمية وغير رسمية تتيح لهم الالتقاء والتعارف الخ الحديث.خلاصة القول: إن ما لمسته من هذين التشكيليين أنهما لا يعرفان عن الحركة التشكيلية السعودية والخليجية إلا الشيء اليسير وأنهما بالكاد ذكرا اسم أو اسمين لفنانين تشكيليين ربما يكون للعلاقة الشخصية دور في ذلك، وقلت لهما نحن في عصر الكمبيوتر وثورة الإنترنت وعصر الفضاء الآن لم يعد عذراً لمن يهتم في مجال أن يظل يجهل الكثير عنه وعن أوضاعه حتى على المستوى العالمي، فما بالك على المستوى العربي.
قال أحدهما: إن الفن في الخليج العربي عامة لا يزال في بداياته وأن على التشكيليين الخليجيين أن يبرهنوا ومن خلال فنهم فقط على حضورهم. قادني هذا السياق إلى التعجب بما يفعله البعض من التشكيليين أو الإعلاميين هنا أو هناك ممن يهرولون خلف الآخرين من فناني بعض الأقطار العربية بشكل غريب وكأنهم أمام جهابذة الفن وأباطرته الذين لا يشق لهم غبار الحديث له بقية..