وصلني خلال الأيام القريبة رسائل عبر (الإيميل) على غير ما تعودته من رسائل إذ تحمل هذه الرسائل تساؤلات عن عدم تطرقي لما يحدث في الساحة من قضايا تتعلق تحديدا بالمستوى المتدني في بعض الأعمال المشارك بها في المعارض وعن عدم المباشرة بالطرح الجريء كما عودناهم سابقا أو بالتلميح لنحدد نقاط الضعف فيها، هذه الرسائل يشير فيها مرسلوها إلى معارض أقيمت في الفترة الأخيرة باستثناء معرض الفنان عبد الله الشيخ الذي كان يجد الإشادة الكبيرة به من قبل الجهور.
هذه الرسائل وتلك التساؤلات تجعلني استشهد بشطر بيت من شعر الأمير المبدع خالد الفيصل حيث يقول فيه (إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهر) وهذه حقيقة الواقع اليوم فإن حكينا كشفنا قضايانا ونشرنا غسيل المستويات المتدنية (القلة) أمام الكثير من المتابعين لصفحاتنا من مختلف أقطارنا العربية الذين نفخر بتواصلهم وبما عبروا به من خلال رسائلهم واستئذانهم منا لنقل المقالات التي تنشر في صفحات الفن التشكيلي في جريدة الجزيرة للاستفادة منها في بحوث أو دراسات، مع ما تجده صفحاتنا من مساحة متميزة في مواقع أدبية وتشكيلية راقية في اختيارها حريصة على متصفحيها، أما ما نعنيه بالقهر فهو تمادي أصحاب تلك الأخطاء في أخطائهم التي نسعى لإبقائها في حدود البيت والأسرة لعلهم يعودون إلى رشدهم وينظرون إلى الهدف الحقيقي لهذا الفن وكيفية الارتقاء به، أما عن ما كنا نتبعه في الماضي من طرح للقضايا وإيضاح الأخطاء فلا زلنا نحاول التخلي عنها بقناعة منا أن غالبية من في الساحة حاليا غير قادرين على استيعاب النقد والتعامل مع الصحافة، عكس ما كنا عليه مع روادها أمثال الفنانين السليم والرضوي أو مع من جاء من الجيل الأقرب إلى جيلهم، فقد أثروا الساحة بتجاوبهم مع الصحافة والأقلام التشكيلية بردودهم المتعقلة المكشوفة للرأي العام تحمل رسالة ثقافية توعوية للمجتمع ساهموا بها في صناعة الصحافة التشكيلية من خلال دعمهم للصفحات المخصصة لها داعمين محرريها بالتفاعل مع ما يطرح حتى لو كان الأمر يتعلق بهم ولنا معهم الكثير من المواقف كما أن في الصحافة التشكيلية من عاش معنا تلك الحقبة وشهد عليها كمحررين لصفحات تشكيلية أو مشرفين على الأقسام الفنية، منهم على سبيل المثال الأستاذ عبد الرحمن الشاعر والفنان سمير الدهام والفنان عبد الرحمن السليمان مع ما توثقه الصحف ومنها الجزيرة والرياض والمدينة واليوم، لتلك المواقف التي لفتت أنظار القراء لهذه الصفحات أو الزوايا المخصصة للفن التشكيلي التي عاد الفضل فيها إلى متابعة القراء لهذا الفن ومعارضه عبر ما يطرح فيها من قضايا ساخنة منحته مكانته في الساحة الثقافية بما تضمنته تلك الردود والمداخلات من رقي في الفكر والطرح الموضوعي ووعي بالهدف، دون تجريح أو إسفاف في العبارات، فحظيت بمتابعة كبيرة من القراء فأصبحت تلك القضايا مادة للعديد من المجالس.
لهذا فإن الكتابة في مجال التقييم والنقد لن يتحقق له النجاح إلا في حال أعاد التاريخ نفسه وشعرنا أن من بالساحة يحمل ما كان يحمله أولئك العمالقة الرواد ولهذا ستبقى الكتابة والنقد والتحليل للفنانين للمعارض التي تستحق الثناء يقابلها تجاهل لعكسها. فالحديث عن المتميز يقابله تجاهل للرديء مما يجعل المتلقي واثق فيما يتابعه ويتلقاه دون حاجة لإضاعة الوقت والمساحة فيما لا طائل منه.
MONIF@HOT MAIL.COM